الجمعة، 12 مايو 2017

الأخلاق..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، جعل الأخلاق من أفضل ما يكتسب المرء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أثنى على التمسك بالعادات الحميدة، والسلوكيات السديدة، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
أيها المصلون : لقد اعتنى الإسلام بالقيم السلوكية والأخلاقية، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليشيد صرحها، ويتمم بناءها، وحث صلى الله عليه وسلم على التحلي بالأخلاق الحميدة، والسلوكيات الفاضلة، فقال صلى الله عليه وسلم :« إن المؤمن يدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار»وضمن صلى الله عليه وسلم بيتا في أعالي الجنان لمن اجتهد في تحسين أخلاقه وسلوكياته فقال صلى الله عليه وسلم :« أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه». لأن حسن الخلق يثقل الميزان، قال صلى الله عليه وسلم :« ما من شيء أثقل في الميزان من حسن  الخلق».
وإن التمسك بالقيم الأخلاقية من أهم سمات المجتمع الإماراتي، التي تؤثر إيجابا في تماسكه وتلاحمه ورقيه، وتحصن الأجيال من تبدل عاداتهم وتقاليدهم، وتدعوهم للحفاظ على تراثهم الأصيل والقيم الدينية النبيلة التي يمارسونها بدوافع ذاتية وقناعات نابعة من الإيمان بالله تعالى والاقتداء بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن أهم تلك الأخلاق التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف: الصدق في الأقوال والأفعال؛ فإن له أثرا كبيرا في توطيد العلاقات، وحسن التعامل بين الناس، وهو قيمة أخلاقية جزاؤها عند الله أن يخلد الصادقين في الجنان، وينعموا برضا الرحمن (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) وإنه لفوز عظيم لمن صدق إذا حدث، وأدى إذا اؤتمن، فالأمانة قرينة الصدق، وإنها خلق كريم، تدل على كمال الإيمان، وبها تحفظ الأموال والأعراض، وتؤدى الحقوق إلى أصحابها، قال سبحانه:( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وقد مدح الله تعالى الذين يراعون الأمانة فقال:(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون).وحين يتمسك الناس بالأمانة في معاملاتهم فإن ذلك يعزز الثقة بين أفراد مجتمعهم، ويرسخ المودة بينهم.
يا أصحاب الأخلاق الفاضلة: إن الصبر من القيم الأخلاقية التي لها أثر كبير في ضبط النفس، وتهذيب السلوك، وقد أمر الله تعالى به فقال:(ولئن صبرتم لهو خير للصابرين* واصبر وما صبرك إلا بالله). ووعد سبحانه الصابرين بأجر لا حدود له فقال:( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
والصبر على ضغوط الحياة وتعب العمل من سمات الشخصية الإماراتية، نلمس ذلك في صبر الآباء والأجداد على ظروف المعيشة القاسية في الماضي، وفي حسن معاملتهم للناس على اختلاف ثقافاتهم في الحاضر، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على أن نسع  الآخرين بجميل الأخلاق، وحميد الصفات، وبسط الوجه، ولين الكلام، وسعة الصدر والصبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر»والتمسك بهذه الأخلاق يرسخ المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع.
أيها المؤمنون: لقد مدح الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله سبحانه :(وإنك لعلى خلق عظيم). وإن الالتزام بالقيم والأخلاق، والمحافظة على العادات والتقاليد والأعراف يعبر عن الهوية الحضارية، والسمعة العالمية، ويحسن بالشباب أن يكونوا متمسكين بما كان يتمتع به مجتمع الآباء والأجداد من التقاليد الأصيلة، والعادات الجميلة، التي استمدوها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، فقد أقر الإسلام السلوكيات الحميدة التي تعارف عليها الناس في شؤون حياتهم وألفوها، واطمأنوا إليها وتوارثوها، وتناقلتها الأجيال، وتلقتها بالقبول والتقدير، والاحترام والتوقير، حتى صارت جزءا من موروثها الثقافي، فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة لبس ثوبا يخالف العرف نهاه عن ذلك، وأمره أن ينزعه.
فالعادات والتقاليد لها احترامها وتقديرها في دين الله، والشباب يدركون أن الوطن سمعة شريفة وأمانة عظيمة، ولابد من الوفاء له، والقيام بحقه، فهم خير سفراء للوطن بحسن أخلاقهم، والتزامهم بالمبادئ الإسلامية، وانضباطهم بالقوانين والآداب العامة، ومحافظتهم على الصروح العلمية، والمنشآت التعليمية، وغيرها من المرافق العامة؛ فهي تمثل واجهات حضارية للدولة؛ ليقدموا بذلك الصورة المشرقة للوطن في سلوكياتهم ومعاملاتهم مع الآخرين.
فاللهم زينا بحميد الصفات، وكريم الأخلاق، ووفقنا لحسن القول والعمل، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).      
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المصلون: إن الشباب هم عدة الوطن وعتاده، ومستقبله وبناة أمجاده، وهم حريصون على ما ينفعهم ويرفع قدرهم، ويرتقي بوطنهم عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :« احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز». وإن الدولة بحمد الله تعالى قد حققت أعلى المراتب في السمعة العالمية ومعايير التنافسية، وهذه مسؤولية يتحملها شباب الوطن، فيقبلوا على تطوير ذاتهم، وتنمية خبراتهم، وتوسيع مداركهم بالقراءة والتعلم والتمسك بالعادات والتقاليد، فيسارعوا إلى اكتساب المعارف والعلوم الحديثة المتطورة، لاستكمال مسيرة البناء الحضاري للوطن، ويسهموا بفاعلية وإيجابية في كل مجال يعزز رفعته، ويسعوا لبلوغ القمة بجد ومثابرة؛ فهذا مما يحبه الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفاسفها».
فهل نربي بناتنا وأبناءنا على التمسك بعاداتنا الأصيلة، وقيمنا النبيلة، والتزود بالعلم والتحلي بالأخلاق؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت يا رب العالمين.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، وأنزلهم منازل الأخيار، وارفع درجاتهم في عليين مع النبيين والصديقين، يا عزيز يا كريم.
اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين.
اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا. اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق