السبت، 28 يناير 2017

لماذا علينا أن نحلم ؟

المصدر:
التاريخ:
على الإنسان أن يحلم دائماً، ليس أحياناً ولا حين يريد، عليه أن يبقى حالماً على طول الخط، لماذا؟ لأن الحياة نفسها ليست سوى حلم، ولأن الحياة التي نعيشها اليوم بكل ما فيها، بإنجازاتها واختراعاتها وحضاراتها ومبتكراتها وجمالها وحتى بشرورها وحروبها ليست سوى أحلام، حلم بها أناس كثيرون واجتهدوا، كل حسب طاقته ومقدرته لتحقيق أحلامهم، سيقول البعض حتى الشرور والحروب؟ نعم! حتى الشرور والحروب، فما هو شر واستعمار وتعدٍ وتدمير من وجهة نظر البعض، هي أحلام بالتوسع والعظمة وبناء الإمبراطوريات بالنسبة لآخرين!
إمبراطورية الرايخ الثالث أو ألمانيا العظمى ألم تكن أكبر أحلام ادولف هتلر، ولأجل هذا الحلم دمر معظم أوروبا وهدم أجمل المدن وأباد ملايين البشر بحرب عالمية لم تبق ولم تذر؟ ومثل هتلر كان نابليون الذي حلم بأن يكون إمبراطوراً على الشرق، والإسكندر الأكبر، وأصحاب مشروع الكشوفات الجغرافية والمستعمرين الأوروبيين وووو إلخ! هكذا هي الأحلام، كل يخطط لحلمه دون أن يستشير أحداً، لسنا نحن من يفصل أو يهندس أحلام العالم، لكننا نعيش ويلاتها بما أننا نسكن الأرض نفسها في الزمان نفسه، المشكلة أن زمن هذه الأحلام طويل وممتد ولا ينتهي أو يمحى بسهولة!
مع ذلك فليست كل الأحلام كأحلام هتلر وصدام ونابليون ووو إلخ، هناك حالمون نبلاء جداً، حالمون بنوا إمبراطوريات من نوع آخر، أسسوا لعوالم لا مكان فيها إلا لخير الإنسان، ورغم تقادم الزمن إلا أن الإنسانية لا تزال تعيش مآثر تلك الأحلام، كذلك الذي حلم بإضاءة حياة الناس، فكانت المصابيح، والذي حلم بالطيران فكانت الطائرات، والذي تخيل الناس تتحدث لبعضها عبر المسافات فكان الهاتف، وكانت خيوط الجراحة والمخدر والأدوية وملايين المخترعات، وكانت المدن والرفاهية والفن والكثير مما لا يعد ولا يحصى، إن كل ما نعيشه ونتمتع به لم يكن ذات يوم سوى حلم صغير في يقظة إنسان حالم، آمن بحلمه حتى حققه فعلاً!
»إننا مصنوعون من مادة الأحلام نفسها« يقول وليم شكسبير، فبالأحلام نغير الواقع ونرتقي بالحياة ونتداوى من أمراضنا وبؤسنا وكآبتنا، من كان بلا حلم فهو بلا غد، لأن الغد ليس سوى تحقيق حلم اليوم، حتى سيدنا يوسف حين حلم بالكواكب وبالشمس والقمر تسجد له، فإنه ظل يتسلح بهذا الحلم سنوات طويلة، وبه واجه تحديات كان بإمكانها أن تزرع قلبه بالخيبة، لكن الله حصنه بأمور كثيرة أولها كان هذا الحلم!
الأحلام مادة الحياة الأولى، لا ننتهي ولا نتوقف عن الحلم إلا حين نستيقظ اليقظة الأخيرة قبل الرحيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق