السبت، 29 أكتوبر 2016

الوفاء لأهل العطاء..هدى الصوالحي ..تعطّر بيوت الله من صنع يديها

كثرة انشغالها بالعمل الحكومي، وعملها الخاص، واهتمامها بأسرتها، لم تصرفها أبدا عن عمل الخير، والتطوع به ذاتياً من دون مشاركة أحد، أو طلب المساعدة، حملة "عطّر تؤجر" لتعطير 20 مسجدا، نظمتها وحدها، بل أعدت العطر بيديها، وصنعته بنفسها في مصنعها الخاص.
هدى الصوالحي موظفة حكومية في مكتب المدير العام لبلدية دبي، لطالما فكرت في عمل شيء توجهه لبيوت الله، اذ أنها تؤمن بأن هذا المكان بالذات يجب أن يكون في أبهى وأجمل حلة، وأن يكون أكثر الأماكن جذبا للناس.
وبما أنها تعمل في مجال صناعة العطور منذ سنوات طويلة، وتعرف سر خلط الزيوت العطرية التي تعلمتها من جدتها منذ أن كانت طفلة، ربطت بين الفكرتين، ومزجت عطرا يحمل أجود أنواع العطور العربية الأساسية وهي" المسك، والعود، والصندل، وزيت الليمون" وصنعت واحدا من أجمل العطور، إلا أن هذه الرحلة لم تكن سهلة أبدا على الرغم من خبرتها في مجال صناعة العطور، ذلك لأن كل العطور يتعين خلط زيوتها الأساسية بنسبة من الكحول لينتج عنها الرائحة المطلوبة، فبدأت رحلة للبحث عن مادة بديلة للكحول الى أن توصلت الى مادة هلامية مصنوعة من طحالب البحر يمكنها خلط الزيوت العطرية تماما كما يفعل الكحول ويبقي الرائحة فواحة لفترة أطول.
لم تتوقف الرحلة هنا، اذ بدأ عناء البحث عن جهاز يمكنه احتواء 5 كيلو غرامات من العطر، ليكفي المسجد شهراً كاملاً ثم تعاد تعبئته من جديد، وتوصلت بعدها لجهاز خاص لبخ العطر على سجاد المسجد، يمكنه احتواء تلك الكمية المطلوبة من العطر، وتواصلت بعدها مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دبي، وعرضت عليهم الفكرة، التي رحبوا بها كثيرا، وأخبروها بأنها أتت في وقت هم بالفعل في حاجة لمثلها، إذ أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شدد في أكثر من مرة على أهمية الاهتمام بنظافة المساجد ومظهرها ورائحتها وشكلها العام.
 الآن الحملة تطبق في عشرين مسجدا، 15 منها في دبي و5 في منطقة حتا، اذ يقوم الإمام او أي شخص مسؤول في المسجد بتحمل عهدة الجهاز وبخ العطر ليوم واحد في الأسبوع لتبقى الرائحة على السجاد طوال اسبوع كامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق