حب القراءة وحده لم يكن الدافع الوحيد وراء المكتبة العامرة والثقافة التي يتمتع بها الكاتب الإماراتي مراد عبدالله البلوشي بالإضافة إلى عدد من المؤلفات الخاصة به، فطبيعة عمله في وزارة التربية والتعليم لسنوات طويلة فرضت عليه الاطلاع وتعزيز شغف المعرفة.
كما تم تكليفه في عام 1992 بإعداد وتقديم برامج ثقافية وتعليمية لتلفزيون دبي، فكانت تلك البرامج دافعاً اضافياً للمزيد من القراءة والاطلاع ليتمكن من تقديم مادة مفيدة للمشاهدين، اضافة إلى ان القراءة كانت الوسيلة الوحيدة التي ستمكنه من الحصول على المعلومات الكافية والوافية حول الشخصيات التي يقابلها، والمواضيع التي يطرحها ليقدمها بتوسع وتفصيل.
كتب توثيقية
يقول مراد البلوشي إن والده رحمه الله كان يحضر كتباً توثيقية عن الإمارات ودول الخليج ويبدأ بفتح الصفحات أمام افراد العائلة ويريهم الصور ويشرح لهم بشكل مبسط ومشوق أيضا عما تتحدث عنه تلك الكتب، فكانت تلك الجلسات المستمرة بذرة نبتت في البيت وأنشأت حب القراءة والاطلاع لديه ولدى اخوته.
وأضاف «لم يكن والدي يسمح لنا بالخروج للعب خارج البيت حتى نقرأ جزءاً من القرآن يومياً، فكانت قراءة القرآن عادة يومية واجبة لا يمكن الحياد عنها أبداً، ومن تعلقنا بكتاب الله تعلمنا التعلق بالكتب بشكل عام وبالقراءة، وهو ما اتمنى أن ينتهجه كافة الآباء مع ابنائهم، ليتعلقوا بكتاب الله بشكل مستمر لا فقط في شهر رمضان المبارك كما هو معروف، إضافة إلى ان ذلك سيزرع فيهم حب القراءة والاطلاع».
أما أول كتاب حصل عليه كان هدية من احد الأصدقاء عن علم النفس، وكان وقتها لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية، وهو أيضا ما يعتبره احد الأسباب التي عززت حب الاطلاع لديه.
مكتبة عامرة
يمتلك مراد البلوشي مكتبة تحوي ما يزيد على 1200 كتاب، اغلبها كتب توثيقية حول سيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكتب متنوعة وتاريخية عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة عموماً.
يراقب أبناء مراد البلوشي ما يحدث في البيت خاصة عندما يفرغ غرفة بأكملها في البيت لفرش المراجع والكتب اذا ما كان بصدد البدء بالبحث لكتابة اصدار جديد له.
إصدارات
صدر للبلوشي 5 اصدارات مختلفة منها التعليم في الفجيرة، والفجيرة في عهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي والد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وأوائل الاتحاد، ومدارسنا 2010، وتم اعداد الأخير بالتعاون مع زملائه في وزارة التربية والتعليم آنذاك، إضافة إلى اصدار جديد وقعه في معرض ابوظبي للكتاب أخيراً وهو كتاب توثيقي بعنوان «أبوظبي لمحات من تاريخ مدينة 1966 - 1974»، ويبلغ مجموع عدد صفحاته 500، وقدم له معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة.
وأكد البلوشي أن الكتاب يوثق لأحداث في إمارة أبوظبي بشكل خاص وفي الإمارات بشكل عام معظمها مدعم بالصور وورد في الكتاب أرقام وحقائق والعديد من أسماء الشخصيات التي لها دور ملحوظ في مختلف نواحي الحياة في أبوظبي والإمارات. وأوضح أن الكتاب أعد بلغة سهلة وبسيطة تؤهله أن يكون كتاباً تثقيفياً وسهل التداول بين شتى مستويات المجتمع الثقافية وهذا ما لاحظناه من اقبال كبير للجمهور على اقتناء نسخ من هذا الإصدار في منصة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق