الثلاثاء، 31 مايو 2016

رئيسة المجلس الوطني الاتحادي تبحث تعزيز العلاقات مع رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني


 أستانا في 31 مايو / وام
 بحث وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس مع معالي السيد قاسم جومارت توقايف رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني خلال لقاء عقد في مبنى مجلس الشيوخ في العاصمة استانا سبل تعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية كازاخستان في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويأتي على رأس القضايا التي تم التباحث بشأنها تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وتفعيل دور البرلمانيين من خلال التنسيق المشترك خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الإسلامية والدولية ودعم جهود البلدين الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام نظرا لظهور جماعات إرهابية متطرفة تسيء لقيمه السامية وتسعى إلى طمس ثوابته القائمة على الاعتدال والتسامح.
حضر اللقاء أعضاء وفد المجلس الوطني الاتحادي سعادة كل من عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس والدكتور سعيد عبدالله المطوع وجمال محمد الحاي وخلفان عبدالله بن يوخه وعفراء راشد البسطي أعضاء المجلس والسيد حمد راشد الحبسي القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة الإمارات في كازاخستان.
ورحب الجانبان بأهمية إنشاء لجنة صداقة برلمانية إماراتية كازاخستانية لدورها في تعزيز وتوثيق العلاقات البرلمانية بين الجانبين والتأكيد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين خلال المشاركة في الفعاليات الدولية بما يحقق التوافق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي بداية اللقاء رحب معالي السيد قاسم جومارت توقايف بمعالي الدكتورة القبيسي ووفد المجلس الوطني الاتحادي في كازاخستان ..مؤكدا أهمية هذه الزيارة من حيث نوعية اللقاءات والمباحثات والمناقشات والقضايا التي سيتم طرحها بين الجانبين وتزامنها مع استضافة كازاخستان فعاليات مؤتمر دولي معني بالأديان والإرهاب ..مؤكدا الحرص على دعوة دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في المؤتمر ممثلة بالمجلس الوطني الاتحادي لأهمية دور الإمارات الفعال والمسؤول تجاه القضايا الوطنية والإقليمية والدولية والمبني على أساس الحوار والمشاركة الإيجابية وحل النزاعات بالطرق السلمية وخلق بيئة ملائمة للعلاقات الدولية تقوم على مبادئ حسن الجوار والاعتدال والتسامح ونبذ العنف واحترام حقوق الإنسان وتمكين المرأة وما تتميز به من نهضة شاملة في مختلف المجالات.
بدورها أعربت معالي الدكتورة القبيسي عن شكرها لمعالي السيد قاسم جومارت على حسن الضيافة والترحيب وعلى الدعوة لزيارة كازاخستان ونقلت تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى قيادة وحكومة وشعب كازاخستان ..مؤكدة عمق علاقات التعاون والصداقة التي تجمع البلدين.
كما أعربت عن شكرها لمعالي رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني على الدعوة للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان "ديانات ضد الإرهاب" ..مؤكدة أهمية هذا المؤتمر الذي يجمع السياسيين وزعماء الأديان والبرلمانيين من مختلف دول العالم لتطوير الحوار ولمناقشة الخطط المشتركة لمواجهة الإرهاب في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لمثل هذه الجهود في ظل ما نشهده من تطرف وعنف وعدم قبول الآخر وهو أمر بات يعني مختلف دول العالم.
واشادت معاليها برؤية فخامة نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان وبجهوده في تحقيق التنمية المستدامة لبلاده ووضع الخطوط العريضة لاستراتيجية كازاخستان 2050م التي دعمت تطور مدينة استانا وفي نهضتها الثقافية والسياسية والمحافظة على النمط التاريخي لها ..مثمنة دور فخامته في تبني وطرح عدد من المبادرات التي لاقت ترحيبا دوليا خاصة مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية هذه المبادرة التي وجدت التفهم والدعم من المجتمع الدولي حيث تم التعريف بالقيمة الحقيقية للدين الإسلامي.
وأكدت أهمية حوار الزعماء الدينيين والسياسيين في سبيل السلام والتنمية فضلا عن مبادرة " العالم القرن الحادي والعشرين" التي تستهدف توحيد الجهود العالمية بين الأديان والطوائف والحضارات المختلفة.
وشددت معالي الدكتورة القبيسي على أهمية هذا الدور لتوحيد الجهود الاقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب وتوحيد الرؤى ووجهات النظر المختلفة حول مكافحة الإرهاب وتعزيز حوار الأديان وضرورة احترام التنوع الاثني والديني مثمنة دور مجلس الشيوخ ومجلس النواب في انجاح فعاليات المؤتمر وعكس وجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع ..مضيفة أن الحاجة أصبحت ملحة لمثل هذا الحوار المتنامي بين الأديان والثقافات والحضارات خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الإنسانية والبشرية من ويلات الإرهاب والتطرف.
وقالت معالي الدكتورة القبيسي إن موضوع مكافحة الإرهاب ونشر التسامح والاعتدال والأمن في المنطقة والعالم أولوية لدى دولة الإمارات وقيادتها ونحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز علاقات التعاون بين مختلف الدول قيادات وحكومات وشعوبا في ظل ما نشهده من ظروف وما تمر به المنطقة وبعض دول العالم من أوضاع لا سيما انتشار الإرهاب والتطرف الذي يختطف الدين الإسلامي ويقتل باسم الإسلام ويرتكب أبشع الجرائم بحق الأطفال والنساء.
وأكدت معاليها أنه لا بد خلال هذه الفترة أن يتم تسليط الضوء على سماع وجهة نظر الآخر لبناء أنظمة مناهضة للإرهاب والتطرف ..مبينة ان دولة الإمارات العربية المتحدة تلعب دوراً كبيراً في تطوير العلاقات الثنائية مع كازاخستان لمكافحة الإرهاب في الدفاع عن صورة الإسلام الصحيحة.
واستعرضت معاليها جهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب والتطرف ..مبينة أن الدولة أنشأت مركز "صواب" وهو مركز اتصالات رقمية للرد على النشاطات الدعائية للمنظمات الارهابية المتطرفة على الإنترنت ومركز "هداية" وهو مركز للبحث والحوار والتعاون ليس فقط للإمارات وانما مركز للمجتمع الاقليمي والدولي.
وتطرقت معالي الدكتورة القبيسي الى قضية الجزر الاماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى" المحتلة من قبل ايران والمطالب المشروعة لدولة الإمارات بحل هذه القضية سواء سلميا أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية.
وأشارت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الى دور التحالف العربي والاسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بمشاركة دولة الإمارات لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة الأمر الذي يتطلب من أجل الأمن والسلام تعزيز جميع الجهود والتعاون ليس فقط على المستوى الاقليمي وإنما على المستوى الدولي خاصة أن الإرهاب لا حدود له .
واكدت أن دولة الإمارات منذ تأسيسها تحترم حسن الجوار واحترام الأخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتطالب باحترام القانون الدولي الانساني والسيادة الوطنية للدولة وترفض التدخل في شؤون أي دولة ..مؤكدة أن القرارات الدولية كانت داعمة لاستقرار وأمن اليمن وإعادة الشرعية لهذا البلد ..مشددة على ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بالأزمتين اليمنية والسورية.
وقالت ان دولة الإمارات تعد اليوم أكبر دولة في إغاثة الشعب اليمني والشعب السوري فمحاربة الإرهاب لا تنحصر على المواجهة المباشرة وإنما العلاج الحقيقي للإرهاب يكون من خلال التنمية البشرية والفكرية ومحاربة الإرهاب الفكري خاصة أن الفكر الارهابي بدأ يستشري في الالاف من الشباب خلال الفترة الماضية وفي العديد من البلدان سواء الإسلامية أو غيرها وقد ساندت دولة الامارات وقدمت العديد من المساعدات الإنسانية للاجئين سواء في المخيمات التي انشأتها في الأردن أو في كردستان وقدمت للاجئين السوريين ما يزيد على ملياري دولار وتعد الإمارات أول دولة تعمل على إنشاء مخيم للاجئين السوريين في اليونان.
واستعرض معالي رئيس مجلس الشيوخ في جمهورية كازاخستان طبيعة العمل في مجلس الشيوخ مشيرا إلى أن عدد أعضاء المجلس 47 عضوا جميعهم من السفراء والوزراء السابقين وحسب النظام السياسي في جمهورية كازاخستان هناك 32 عضوا منتخبون و15 عضوا معينون من قبل رئيس الجمهورية الكازاخستانية وأن مجلس الشيوخ يعمل خلال الأشهر الماضية في سن القوانين التي تدعم اقتصاد البلد حيث أقر مجلس الشيوخ 59 قانوناً في المعاملات الاقتصادية لدعم الخطة الاستراتيجية لكازاخستان فيما يتعلق بدعم اقتصادها خلال السنوات القادمة خاصة فيما يتعلق في تنويع الاقتصاد ومصادر الطاقة.
وثمن معاليه التعاون الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم اقتصاد كازاخستان ..مؤكدا أن بلاده تحرص على الانفتاح الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي مع دولة الإمارات خاصة ودول المنطقة عموما مستعرضا فرص الاستثمار في بلاده والمشاريع ذات النفع المشترك بالإضافة إلى الامكانات والثروات الطبيعية التي تمتلكها كازاخستان مما يؤهلها الى ان تكون قاعدة مثلى للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي الناجح.
وفي ختام اللقاء وجهت معالي الدكتورة القبيسي دعوة إلى معالي قاسم جومارت توفاييف رئيس مجلس الشيوخ لزيارة دولة الامارات العربية المتحدة والمجلس الوطني الاتحادي.
واصطحب معالي رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني معالي الدكتورة القبيسي وأعضاء الوفد المرافق بجولة في مبنى المجلس شملت قاعة الاجتماعات التي تستخدم لعقد الجلسات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق