الجمعة، 15 سبتمبر 2017

كرّم 50 خريجاً من الدفعة الأولى لبرنامج «الاستشراف»..محمد بن راشد: مستعدون للغد بأجيال قادرة على تشكيل المستقبل



أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات بدأت مبكراً بإعداد أجيال ذات خبرات ومهارات استثنائية قادرة على تشكيل المستقبل، وفق رؤية استشرافية واضحة، وعلى أسس علمية توظف أفضل الأدوات المستقبلية، لتحقيق الأهداف العليا لدولتنا، لتكون في مقدمة دول العالم في المجالات كافة. 
وقال سموّه، خلال تكريم 50 موظفاً يمثلون 37 جهة حكومية من خريجي برنامج استشراف المستقبل في دفعته الأولى، الذي انطلق في نوفمبر 2016، «إن دولة الإمارات أدركت مبكرا اتجاهات العالم المستقبلية وما يحمله الغد من تحديات، فبدأت الاستعدادات بتأهيل أجيال من مستشرفي المستقبل من أبناء الإمارات، لاستباق التطورات والمتغيرات العالمية المتسارعة».
وأضاف سموّه «إن بناء قدرات فرق العمل على أسس استشراف المستقبل، لتصميم الحلول والأدوات الكفيلة بمواجهة تحدياته، أمر في غاية الأهمية لإرساء تجربة متفردة نتشاركها مع حكومات العالم، ونسهم من خلالها في رسم مستقبله ويكون لنا بصمة إماراتية متميزة فيه».

وتابع سموّه مخاطباً الخريجين «أنتم الجيل الأول من مستشرفي المستقبل في حكومتنا، مسؤوليتكم نشر المعارف والخبرات التي اكتسبتموها في الجهات التي تعملون بها، وتحفيز الطاقات الكامنة لدى زملائكم، لتعميم نموذج مستشرف المستقبل. نريد جهات حكومية ذات فكر وممارسات مستقبلية تتفوق على احتياجات الحاضر وتواكب متطلبات المستقبل».
وأشار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، إلى أن «عالم الغد مختلف بأساليبه وتحدياته وآليات التعامل معه. الرؤية الاستشرافية العلمية الدقيقة هي الأداة التي تمكننا من توظيف قدراتنا وطاقاتنا بالشكل الأمثل لصناعة المستقبل الذي نريده لأبناء الإمارات»، حاثاً سموّه الخريجين على ابتكار نماذج حكومية متكاملة تستشرف مستقبل القطاعات كافة، لتكون حكومتنا مثالاً عالمياً يحتذى.
حضر حفل التخريج، الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من الشيوخ والوزراء.
وهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من فهم عملية الاستشراف وأدواته ومنهجياته، وتدريبهم على التطبيقات العملية لاستشراف المستقبل، بالتركيز على القطاعات التي يمثلها المشاركون في التدريب، ما يدعم جهود الجهات المختلفة لتعزيز استشراف المستقبل في عملها.
كما هدف البرنامج إلى فهم النهج والمفاهيم وتخطيط السيناريوهات في إطار عمل حكومة دولة الإمارات، وتطوير العملية التنظيمية والمهارات، بحيث تصبح مهارة استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات ركيزة أساسية لصنع القرار، وجزءا من عمل الإدارات والقطاعات في حكومة دولة الإمارات، وتمكين مفهوم تخطيط السيناريوهات لاعتماده أداة رئيسية للتخطيط الاستراتيجي في الحكومات، وفهم الروابط بين تخطيط السيناريو والقرار الاستراتيجي.
وصمّم البرنامج التدريبي على أسس علمية وعملية تواكب أحدث التوجهات وأفضل الممارسات العالمية المستقبلية، بما يسهم في تطوير العمل الحكومي.
ويتضمن محتوى البرنامج أحدث الممارسات العملية وأفضلها، والمصممة بطريقة جاذبة تجعل المشاركين يربطون بين أدوارهم في الحكومات ومهارة استشراف المستقبل وإمكانية عكسها على العمل الحكومي.
ويساعد البرنامج على فهم التعقيدات المتعلقة باغتنام الفرص والخيارات المستقبلية وتحديد أفضلها، وربطها بالاستراتيجيات، والعمل مع السيناريوهات والفهم التطبيقي لأدوات الاستشراف، مع التركيز على مهارة تخطيط السيناريو التي تساعد في تحديد أكثر الاحتمالات واختبار الاستراتيجيات المقبلة وتحسينها، وتعزيز القرار.
ونفّذ البرنامج التدريبي، بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال في جامعة «أوكسفورد»، الرائدة في مجالات التعليم التنفيذي وعلوم المستقبل.
وتناول البرنامج مواضيع عدة، أبرزها أهمية استشراف المستقبل في العمل الحكومي، وسبل رفع الوعي باستشراف المستقبل، وتطوير أدوات الاستشراف وتحديد الاحتمالات ووضع الفرضيات.
وسلط الضوء على أهمية فهم بيئة العمل في التخطيط الاستراتيجي للمستقبل، ووضع الخطط المستقبلية المبنية على الاستشراف، وأدوات تشكيل إطار زمني للمبادرات المستقبلية، لاستكمال المبادرات في القطاع الحكومي. وتطرق إلى سبل تحسين فهم الفرص المستقبلية وبناء فهم أعمق لطبيعة استشراف المستقبل ودوره في الحاضر، وآليات تطبيق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل.
يذكر أن حكومة دولة الإمارات، أطلقت البرنامج التدريبي لاستشراف المستقبل، في إطار دعم الجهود لتنفيذ استراتيجية الإمارات للمستقبل، التي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية كافة وتحليلها، ووضع الخطط الاستباقية البعيدة المدى على المستويات كافة، لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.
وتأتي الاستراتيجية خطوة رئيسية في تشكيل حكومة المستقبل التي تسعى إلى تبني الفرص العالمية الجديدة واستباق التحديات الاقتصادية والاجتماعية المقبلة، وتشمل بناء نماذج مستقبلية للقطاعات الحيوية ومواءمة السياسات الحكومية الحالية، فضلا عن بناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل، وعقد شراكات دولية وتطوير مختبرات تخصصية وإطلاق تقارير بحثية عن مستقبل مختلف القطاعات في الدولة. (وام)  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق