الجمعة، 2 يونيو 2017

رمضان والقرآن..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب هدى ونورا، ويسر تلاوته تيسيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون).
أيها الصائمون: نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، والذكر وتلاوة القرآن؛ فإنه كتاب الله العزيز، أنزله سبحانه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون مصدر رحمة وسعادة للعالمين، قال عز وجل:( طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). فبتلاوته تنشرح الصدور، وتسكن النفوس، وتطمئن القلوب، قال تعالى:( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
أيها المؤمنون: فما الرابط القوي بين رمضان والقرآن؟ إن القرآن الكريم كتاب مبارك، قال سبحانه:( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب). ورمضان شهر مبارك، فاقتضت حكمة الله عز وجل أن ينزل القرآن في أكثر ليالي رمضان بركة، وهي ليلة القدر، قال تعالى:( إنا أنزلناه في ليلة مباركة).
وإن الصيام والقرآن يحققان التقوى للإنسان، قال الله عز وجل عن القرآن:( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). وذكر سبحانه الغاية من الصيام فقال:( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). فمن صام رمضان وقرأ القرآن وتدبره وعمل بما فيه؛ تحققت لديه التقوى، وسعد في الدنيا والآخرة، فـ( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم).
فلماذا نقرأ القرآن أيها الصائمون؟ نقرأه لأن الله تعالى أمرنا بذلك فقال:( فاقرءوا ما تيسر من القرآن)وقد وعد سبحانه من أقبل على ترتيل آيات القرآن وتدبر معانيه بالأجر العظيم، والثواب الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، أما إني لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». وعند قراءة القرآن الكريم تعم السكينة، وتتنزل الرحمة، فالقرآن شفاء للقلوب، وجلاء للهموم، وذهاب للأحزان، قال سبحانه وتعالى:( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
يا أهل القرآن: لماذا نحرص على قراءة القرآن في رمضان؟ لأن القرآن والصيام يشفعان للإنسان عند الله يوم القيامة؛ فيجتمع له الشفيعان، قال صلى الله عليه وسلم :« الصيام والقرآن يشفعان للعبد, يقول الصيام: أي رب, إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه. ويقول القرآن: رب, إني منعته النوم بالليل، فشفعني فيه, فيشفعان».
وقد كان القرآن يأخذ الحظ الأوفر, والنصيب الأكبر من أوقات الصحابة رضي الله عنهم في رمضان، وكذلك الفقهاء والعلماء والصالحين والأتقياء.
وفي رمضان يقبل المرء على القرآن يرتله ترتيلا؛ استجابة لأمر الله تعالى:( ورتل القرآن ترتيلا). ويعتني بتصحيح تلاوته، واتباع أحكام تجويده، ويصغي إلى القراءة الصحيحة وأحكام التلاوة المتقنة، قال سبحانه:( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون). ويحرص على  حضور حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، فهي تعلم قراءة القرآن وتجويده، وتيسر تلاوته وترتيله، وإن استثمار أوقات الأبناء في تعليم القرآن وحفظه وفهمه؛ له فضل عظيم من الله تعالى للوالدين وأبنائهم، قال صلى الله عليه وسلم :« إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة... فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا».
فاللهم ارزقنا تلاوة كتابك آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، وشفع فينا القرآن والصيام, ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها الصائمون: إن قراءة القرآن تهذب السلوك، وتحسن الأخلاق، وتقوي اللغة العربية، فمن عمل بأوامر القرآن واجتنب نواهيه فقد تخلق بخلق  القرآن، فحين سئلت السيدة عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن. ومن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد عمل بقوله تعالى:( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).
فمتى نقرأ القرآن؟ هناك أوقات ثمينة في هذا الشهر الكريم نستثمرها في قراءة القرآن، فبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات، كل يقرأ بقدر استطاعته، ويداوم عليه.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم إنا نسألك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا, ونور صدورنا، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، اللهم نور بيوتنا بالقرآن، وشفع فينا الصيام والقرآن يا رب العالمين.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، وأنزلهم منازل الأخيار، وارفع درجاتهم في عليين مع النبيين والصديقين، يا عزيز يا كريم. اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء والاستقرار يا أكرم الأكرمين. اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين. اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق