الأربعاء، 3 أغسطس 2016

"اتصالات لكتاب الطفل" مسيرة حافلة بالإنجازات في دعم أدب الطفل في العالم العربي.

من / بتول كشواني الشارقة في 2 أغسطس / وام 
 تتفرد إمارة الشارقة باهتمامها برفع الشأن الثقافي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام و نتج عن هذا التوجه المدروس والمخطط له مسبقاً إطلاق العديد من المبادرات الساعية إلى الارتقاء بوعي الإنسان وتعزيز ثقافة القراءة لدى كافة فئات المجتمع .. ومن هذه المبادرات تأتي "جائزة اتصالات لكتاب الطفل" التي جاءت بمبادرة كريمة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبرعاية من شركة الإمارات للاتصالات "اتصالات".
وتعتبر جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي انطلقت في العام 2009 إحدى أرفع جوائز أدب الطفل وأشهرها في العالم العربي وذلك لتكامل رؤيتها ووضوح أهدافها الساعية إلى الارتقاء بصناعة كتاب الطفل في الوطن العربي، والارتقاء بثقافة الطفل العربي ورفدها بما هو مميز ومواكب للعصر إلى جانب تعزيز مكانة كتاب الطفل في مواجهة البدائل التقنية وتحفيز الناشرين والكتاب والرسامين على الإبداع في مجال نشر كتب الأطفال.
وقد مرت الجائزة خلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات بعدة مراحل فمنذ انطلاقتها الأولى في العام 2009 وحتى نسختها الرابعة كانت الجائزة تمنح كاملة لكتاب واحد فائز من بين كافة الكتب المترشحة وتوزع قيمة الجائزة بين دار النشر والكاتب والرسام إلى أن جاءت النسخة الخامسة في العام 2013 والتي شهدت إطلاق الجائزة بنسختها الجديدة والتي ضمت خمس فئات هي فئة كتاب العام للطفل وفئة كتاب العام لليافعين وفئة أفضل نص وفئة أفضل رسوم وفئة أفضل إخراج مما أضاف إليها مزيداً من التألق والبريق.
وجاء تقسيم الجائزة إلى هذه الفئات الخمس بعد سلسلة من الدراسات التي أجراها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين والتي أثبتت نتائجها النهائية أن الكتابة للطفل لها خصوصيتها فتتعدد المستويات فيها من حيث المحتوى و وفق السن حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في السنوات الأولى وتقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتقدمة كما تختلف مواد الطفل من حيث المضمون والأسلوب والصياغة وحتى العرض الفني باختلاف العمر والبيئة التي يعيش فيها الطفل.
وتنبع أهمية جائزة اتصالات لكتاب الطفل في كونها تسعى إلى تشجيع العاملين في صناعة كتاب الطفل على تقديم الأفضل والمساهمة في الارتقاء بأدب الطفل لتحقيق المزيد من الإبداع والتطوير حيث يعتبر الكتاب الوسيلة الأبرز والأهم وسط تعدد الوسائط الثقافية المعاصرة فهو سيد أدوات المعرفة ضمن ما تقدمه التكنولوجيا المتقدمة من برامج موجهة لشريحة الأطفال.
وتدرك الجائزة أهمية توفير أدب الأطفال باللغة العربية بجودة عالية لذا نجدها تسعى دائماً إلى تشجيع إنتاج كتب الأطفال الجيدة وضمان توفر إمكانية الوصول إلى نطاق واسع في أدب الطفل باللغة العربية لأطفال الوطن العربي والتحفيز على المناقشة الناقدة حول جودة أدب الطفل من خلال البحث والمناظرة إلى جانب الترويج للقراءة من خلال توفير فرص الاتصال وتعزيز العمل المشترك مع الشركاء.
وقالت مروة العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لوكالة أنباء الامارات " لقد عملت جائزة اتصالات لكتاب الطفل طيلة السبع سنوات الماضية على تحفيز صناعة كتاب الطفل في العالم العربي وتشجيع الناشرين والمؤلفين والرسامين للمساهمة في تقديم كتاب راق في شكله ومواكب في مضمونه وعصري في تناوله وتنظيمه وقد أسهمت الجائزة في ظهور نمط جديد من كتب الأطفال القادرة على جذب الطفل وتحفيزه على القراءة والمطالعة والتحليق به بعيداً في فضاء المعرفة والثقافة".
واضافت العقروبي " لم تتوقف الجائزة عند تحفيز دور النشر والكتاب والرسامين الفائزين فيها بل تجاوزت ذلك وعملت على تطوير مهارات الموهوبين وذلك من خلال تنظيم برنامج "ورشة" التابع للجائزة والذي يرمي إلى تطوير وصقل مهارات الشباب ويستهدف البرنامج المواهب الشابة التي سبقت لها المشاركة في الجائزة ولم تحظى بالفوز لتقدم لهم مزيد من التأهيل والتدريب حتى يتسنى لهم الفوز في الدورات القادمة حيث يقدم برنامج "ورشة" حزم متكاملة من ورش العمل في مجالات الرسم والكتابة والإنتاج لتحفيز المواهب الشابة والمساهمة في بناء قدرات الشباب العربي وتعزيز مهاراتهم ورعايتها من أجل النهوض بواقع كتاب الطفل في الوطن العربي".
وكانت آخر إنجازات البرنامج في أبريل الماضي عندما دعم مشاركة مجموعة من الرسامين العرب في مقهى الرسامين الذي يعد أبرز فعاليات الحوار الإبداعي الفعّال بين رسامي كتب الأطفال حول العالم والذي أقيم ضمن فعاليات الدورة 53 من معرض بولونيا لكتاب الطفل كما أتاح بعدها لمجموعة من الناشرين الإماراتيين والعرب العاملين في مجال أدب الطفل واليافعين فرصة المشاركة في فعاليات الدورة الـ31 من مؤتمر الناشرين الدولي الذي عُقد في العاصمة البريطانية لندن في أبريل الماضي والذي يعتبر من أهم المنابر التي تناقش التحديات والفرص في صناعة النشر حول العالم.
وبالتزامن مع مبادرة 2016 عاماً للقراءة في دولة الإمارات قامت جائزة اتصالات لكتاب الطفل بتوزيع مجموعة من الإصدارات الفائزة بالجائزة في الدورات السابقة على عدد من مدارس الدولة لتتحول بذلك شركة الإمارات للاتصالات "اتصالات" من مرحلة رعاية الجائزة وتحفيز الكتاب والرسامين ودور النشر في مجال أدب الطفل إلى مرحلة توفير الكتب والإصدارات الفائزة بالجائزة كإضافة جديدة إليها ولتصبح هذه الكتب في متناول يد جميع الطلاب بالمدارس لتنمية خيالهم ودعم أحلامهم.
وفيما يتعلق بدورة هذا العام فقد بدأت الجائزة في استقبال الطلبات الخاصة بالنسخة الثامنة من الجائزة في شهر أبريل الماضي وسيكون تاريخ 31 أغسطس الجاري هو آخر موعد لقبول طلبات الترشيح وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل افتتاح الدورة 35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في الثاني من نوفمبر 2016.
والترشح لفئات الجائزة المختلفة مفتوح أمام جميع دور النشر التي تصدر كتباً للأطفال باللغة العربية من مختلف أنحاء العالم مع مراعاة معايير محددة من قبل إدارة الجائزة وتندرج هذه المعايير ضمن 17 شرطا أهمها أن لا يكون الكتاب قد سبق له الفوز بجائزة محلية أو عربية أو عالمية، وأن يكون عملاً أصيلا إذ تُستبعد الأعمال المترجمة والمقتبسة مع ضرورة مراعاة أن الجائزة تشمل كتب الأطفال الخاصة بالفئة العمرية منذ الولادة وحتى 12 عاماً وكتب اليافعين المخصصة للفئة العمرية بين 13 الى 18 عاماً.
وتتوزع قيمة الجائزة على فئة جائزة كتاب العام للطفل وقيمتها 300 ألف درهم يتم توزيعها على الناشر والمؤلف والرسام بواقع 100 ألف درهم لكل منهم وفئة جائزة كتاب العام لليافعين وقيمتها 200 ألف درهم توزع مناصفة بين المؤلف والناشر وفئة جائزة أفضل نص وقيمتها 100 ألف درهم وفئة جائزة أفضل رسوم وقيمتها 100 ألف درهم وفئة جائزة أفضل إخراج وقيمتها 100 ألف درهم كما تخصص الجائزة 200 ألف درهم لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة والرسم والنشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق