أبوظبي في 3 أغسطس / وام
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن المبادرة الرائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإدخال مادة " التربية الأخلاقية " كمقرر دراسي في كافة مدارس الدولة تمثل بشير خير لتحقيق مجتمع متلاحم وخلوق معتز بأبنائه, محافظ على هويته ، وواثق في مستقبله ، وبشكل مرموق.
وقال معاليه إن المبادرة دليل جديد على حرص سموه على دعم القيم الإنسانية المتميزة ، ومبادئ الأخلاق الرفيعة ، وقواعد السلوك الحكيم ، التي تمثل الأساس المتين الذي يربط بين جميع أبناء وبنات الوطن ، وهي الحافز القوي الذي يشجعهم على الإبداع والإنجاز ، والابتعاد عن الطائفية والتعصب والأفكار الهدامة، ويدفعهم إلى الإسهام الناجح في مسيرة الإمارات، من خلال كونهم مواطنين صالحين ، بكل المقاييس.
جاء ذلك في كلمة لمعالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان بمناسبة هذه المبادرة الرائدة فيما يلي نصها : // يسعدني ويشرفني كثيرا ، أن أتقدم بعظيم التقدير والامتنان ، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على مبادرته الرائدة، والتي تمثل جانبا مهما ، من طموحات واهتمامات سموه ، بتدريس مادة مهمة ، هي : " التربية الأخلاقية " في جميع مؤسسات التعليم بالدولة – هذه المبادرة ، تجسد بكل وضوح : الرؤية الحكيمة والمستنيرة لسموه ، في إعداد شباب الإمارات ، ليكونوا قادرين تماما على تحمل المسؤولية ، في خدمة الوطن والمجتمع : يحافظون – من خلال ذلك – على مبادئ الدين الحنيف ، ويتمثلون ، بل ويعتزون تماما ، بتقاليد المجتمع وعاداته ، وبطريقة تجعلهم يعتزون بالتراث العربي والإسلامي ، ويتفهمون مكانتهم في الدولة والعالم .. هذا ، إلى جانب كونهم قادرين تماما ، على أن يكونوا مواطنين صالحين في مجتمعهم ، بل ويكونون أيضا ، حريصين كل الحرص ، على أن يضيفوا إلى نجاحات دولة الإمارات ، في كافة المجالات ، وبصفة خاصة ، في تعميق قيم التسامح ، والتعايش ، والسلام والرخاء ، بل والتفاهم الذكي والمنتج : سواء في ذلك : داخل الدولة ، أو في المنطقة ، أو في العالم كله.
إنه يسعدني كثيرا ، أن أرفع إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عظيم شكري، وصادق امتناني، حيث تجيء هذه المادة التعليمية الجديدة ، بإذن الله ، لتكون مجالا رائعا ، لتنمية حب الوطن ، والولاء له ، بل ووسيلة مهمة ، لتعميق مبادئ الحكمة ، والشجاعة ، وتحمل المسؤولية، والقدرة على اتخاذ القرار، والحرص على الانفتاح على الآخر ، بل والمحافظة على البيئة، والانتماء القوي ، لمسيرة الإمارات ، والاهتمام بعمل الخير ، والتمسك بالأخلاق الحميدة ، والإسهام بذلك كله ، في مسيرة دولتنا الحبيبة ، تلك التي أصبحت بحمد الله : نموذجا رائعا ، للدولة المتقدمة ، في التنمية المجتمعية والبشرية الناجحة ، التي تقوم على مبادئ إنسانية راقية ، تركز أولا وقبل كل شيء ، على أن يكون أبناء وبنات الوطن جميعا ، نماذج راقية ، في المواطنة الصالحة ، بكافة أبعادها ، ومختلف جوانبها .
إنني أتقدم بجزيل الشكر ، وصادق التقدير ، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، مقدرا لسموه : حرصه الكبير ، على تنمية صفات الخلق الكريم ، والسلوك المحمود ، لدى الشباب ، وعلى تحديد توقعات عالية ، لعطائهم وإنجازاتهم ، وإعدادهم إعدادا جيدا ، كي يكونوا وبعون الله : أجيالا مسؤولة ومؤهلة ، قادرة على الاستجابة بنجاح ، لكافة الفرص المتاحة أمامهم ، والوفاء بالالتزامات المنوطة بهم ، في بناء الحاضر ، وتشكيل المستقبل ، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إنه لمما يبعث على الاعتزاز حقا ، أن هذه المادة الدراسية الجديدة ، ترتبط ارتباطا وثيقا ، بخصائص الهوية الوطنية في الإمارات ، وهى الهوية ، التي نعلم جيدا ، أنها تجسدت واقعا وحقيقة ، في أعمال وأقوال مؤسس الدولة : المغفور له الوالد : الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله وأجزل مثوبته .. وإن نظرة متأنية ، إلى شخصية هذا المؤسس العظيم للدولة ، إنما تطلعنا على حقائق كثيرة ، حيث كان رحمه الله ، نموذجا في الخلق الكريم ، والسلوك الإنساني الرائع : كان حكيما مخلصا ، وقائدا فذا ، في قراراته وإنجازاته ، ومع ذلك : ودودا ، ينفتح على الجميع ، وشجاعا ، في مواجهة كل التحديات ، بل وواسع الأفق ، بدرجة ملحوظة ، بحيث يستمع إلى الرأي ، والرأي الآخر ، ويحرص على تنمية قيم التسامح والتعايش والسلام في العالم .
لقد كان رحمه الله : واعيا جدا بالتاريخ والتراث ، مدركا وبوعي شامل ، لمسؤولياته والتزاماته ، ودوره المشهود في تحقيق التنمية المستدامة ، وحماية البيئة ، بل وأيضا في تحقيق التوازن المبدع ، بين الأصالة والمعاصرة ، لقد كان لديه رحمه الله وبصفة دائمة ولاء وانتماء أصيلان ، للدين الحنيف ، وللغة القرآن الكريم ، ولكافة رموز الوطن ، وشعاراته .. ظل رحمه الله ، ولديه حب شديد وإعزاز قوي لأبناء وبنات الإمارات وللأمة العربية والإسلامية جمعاء .. ضرب مثالا رائعا في العدل والنزاهة واحترام حقوق كل شخص على أرض الإمارات الطيبة ومعاملة الجميع بالمساواة ، إلى جانب كرمه الذي امتدت آثاره للجميع : داخل الدولة وخارجها ودون استثناء .. يصاحب ذلك كله : ثقة كاملة بالنفس وإيمان قوي ومتين ، بالقدرة الفائقة على تحقيق أهداف الوطن وتأكيد المستقبل الباهر الذي ينتظر دولة الإمارات ، في كافة المجالات .
إننا حين نتذكر كل ذلك في هذه العناصر والصفات الحميدة التي أكد عليها المغفور له الوالد الراحل ، بفكره وسلوكه – نراها في هذه المبادرة الرائعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جعل مادة التربية الأخلاقية ودراستها طريقا إلى تحقيق مجتمع متلاحم وخلوق – مجتمع محافظ على هويته ، يتمثل كل المعاني والخصائص التي أكدها وعمل على تعزيزها : هذا الراحل العظيم ، ونحمد الله أن كافة هذه المبادئ والصفات القويمة سوف تحققها أجيالنا الحاضرة من خلال هذه المبادرة ، لتكون بإذن الله ، الأساس المتين ، الذي يربط بينهم جميعا ، ويشجعهم على الابتكار والإبداع ، والابتعاد عن التعصب والأفكار الهدامة ، ويدفعهم دائما إلى أن يكونوا على قدر توقعات الإمارات منهم ، في العمل والإنجاز والإخلاص.
وإنه لما يبعث على الاعتزاز ببلدنا الإمارات حقا ، أن هذه المبادئ والصفات جميعها ، تتجسد أمامنا وبكل قوة ، في أعمال وأقوال صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – أعزه الله وسدد خطاه – كما تتجسد بشكل فائق ، يدعو للفخر والاعتزاز في مبادرات وأعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ومنها بكل تأكيد مبادرة سموه ، بجعل التربية الأخلاقية ، جزءا أساسيا ، في تعليم أبناء وبنات الوطن، وبما يمثله ذلك من تأكيد قوي بأن صفات وخصائص الأخلاق الكريمة، والشجاعة ، وسعة الأفق ، والوعي بالمسؤولية ، والنزاهة ، والعدل ، والكرم ، والثقة بالنفس ، والقدرة على الإنجاز ، والانفتاح الواعي على العالم ، والنظرة الواعية إلى المستقبل – كلها صفات حميدة ، وخصائص قويمة لكافة قادة وشعب هذه الدولة الرائدة ، وهى الخصائص والصفات ، التي يعرفها عن الإمارات العالم كله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق