الجمعة، 10 يونيو 2016

عشرات الآلاف يودعون أسطورة الملاكمة محمد علي إلى مثواه الأخير

 يودع عشرات الآلاف من المشيعين أسطورة الملاكمة، محمد علي، في مسقط رأسه بمدينة لويس فيل، في ولاية كنتاكي الأمريكية.
ولوح الحاضرون الذين احاطوا بالطريق الذي سارت فيه الجنازة بأيديهم والتقطوا الصور التذكارية وهتفوا "علي، علي".
وتوفي الملاكم بطل الوزن الثقيل والناشط الحقوقي يوم الجمعة عن 74 عاما.
وحمل جثمان محمد علي في موكب يطوف بالأماكن الأهم في حياته، يتبعه جنازة متعددة الأديان. والنقاط التي يمر بها موكب الجثمان هي منزل طفولة محمد علي، ومركز علي الإسلامي، ومركز التراث الأفريقي الأمريكي، ثم ساحة محمد علي.
واستغرق سير الموكب حوالي 90 دقيقة، ليصل في النهاية إلى مقابر "كييف هيل"، حيث يوارى جثمان علي الثرى في شعائر خاصة.
وقد غادر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة دون أن يشارك في الجنازة التي سافر من أجلها، بحسب ما أعلنه مسؤولون أتراك.
ولم يوضح مكتب إردوغان سبب إنهاء الزيارة قبل الموعد المحدد. لكن وكالة دوغان الخاصة نقلت عن مصادر قولها إن الرئيس التركي غضب لأن منظمي الجنازة لم يسمحوا له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش محمد علي.
كما قالت الوكالة إن المنظمين رفضوا أيضا طلبا بأن يرتل رئيس إدارة الشؤون الدينية التركية بعض أيات القرآن خلال مراسم الدفن.
ولم يصدر تعليق رسمي على ذلك.
Image copyrightREUTERS
Image captionغادر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة دون أن يشارك في الجنازة التي سافر من أجلها.
وتُقام الجنازة في مجمع رياضي كبير، نفذت التذاكر المجانية لحضورها، وعددها 18 ألف، بعد نصف ساعة من إصدارها.
ومن بين حملة النعش، الممثل ويل سميث، الذي أدى شخصية محمد علي في فيلم عام 2001، والملاكم السابق لينوكس لويس. كما يلقي كل من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والممثل الكوميدي بيلي كريستال إحدى كلمات التأبين.
وتشمل قائمة المتحدثين الصحفي الرياضي بريانت غامبل، وابنة الناشط الحقوقي مالكولم إكس، عطا الله شباز، وكذلك زوجة علي، لوني، وابنتيه مريم وراشدة.
صورة لمحمد علي وقفازات ملاكمةImage copyrightREUTERS
Image captionمن المتوقع أن يصطف عشرات الآلاف في الشوارع أثناء مرور موكب جنازة محمد علي
ويحضر الجنازة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن. كما تحضر كبيرة مستشاري البيت الأبيض، فاليري جاريت، التي كانت على صلة بالملاكم الراحل، نيابة عن الرئيس الأمريكي.
طفل يتقمص هيئة محمد عليImage copyrightAP
Image captionمنزل طفولة محمد علي أحد أهم محطات موكب الجنازة، ويزوره المشيعون لتأبين الملاكم الراحل
في حين يتغيب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لحضور حفل تخرج ابنته الكبرى، ماليا. لكن أوباما قال في رسالة مسجلة: "خسرنا رمزا هذا الأسبوع. شخص، في نظري، حرر عقول الأمريكيين من أصل أفريقي ليفخروا بأنفسهم".
ويقول لينوكس لويس، ملاكم الوزن الثقيل السابق، إن حمل نعش محمد علي يعتبر شرفا، وإن ذكرى الملاكم الراحل لن تنطفيء. "وستظل عبارة "اسبح كفراشة، والدغ كنحلة" في ذاكرة الجميع. هو (محمد علي) رمز وأسطورة في الملاكمة".
وتُبث مراسم الجنازة على الإنترنت.
وأوردت تقارير عن أن البعض حاول بيع التذاكر المجانية لحضور الجنازة عبر الإنترنت. وقال المتحدث باسم عائلة محمد علي، بوب غانيل، إن "استاء بشكل شخصي" من محاولات التربح من الجنازة.

"لحظة عظة"

وبدأت مراسم التشييع يوم الخميس بصلاة جنازة للمسلمين، حضرها 14 ألف شخص. وقال إمام الصلاة، زيد شاكر، إن محمد علي أراد أن تكون جنازته "لحظة عظة".
كما قال الباحث الإسلامي، شيرمان جاكسون، إن وفاة محمد علي "جعلتنا نشعر بالمزيد من الوحدة في هذا العالم. رحل عن عالمنا جزء صلب، وكبير، وجميل، وباعث عن الحياة".
وكان من بين الحضور في صلاة الجنازة وكيل الملاكمين، دون كينغ، والناشط الحقوقي جيسي جاكسون، والمغني يوسف إسلام.
ويأمل الأمريكيون المسلمون الذين حضروا الجنازة وشاهدوها عبر التليفزيون أن تسهم صلاة الجنازة الجهرية في تعريف الأمريكيين بالإسلام وطقوسه.
وكان علي قد تحول إلى الإسلام عام 1964، وغير اسمه من خاسيوس كلاي، الذي اعتبره "اسم العبودية".
Image copyrightREUTERS
Image captionنقل حاملو النعش، وبينهم الملاكم مايك تايسون والممثل ويل سميث، جثمان محمد علي الى السيارة التي نقلته الى مثواه الاخير
Image copyrightAP
Image captionدمية لمحمد علي على ظهر دراجة هوائية
وانضم في البداية إلى حركة "أمة الإسلام"، وهي حركة انفصالية للأمريكيين من أصول أفريقية، ثم انفصل عنها لاحقا.
وخاض محمد علي 61 مباراة ملاكمة احترافية، خسر خمسة منها، وفاز في 37 بالضربة القاضية.
وكثرت الشائعات عن صحة محمد علي بعد فترة قصيرة من تقاعده. وأُعلنت إصابته بالشلل الرعاش، لكنه استمر في الظهور في الأحداث العامة، وقوبل بحفاوة أينما ذهب.
وأضاء علي شعلة دورة ألعاب أطلنطا عام 1996، كما حمل العلم الأولمبي في افتتاح أولمبياد لندن عام 2012.
وأطلقت عليه مجلة "سبورتس الستريتد" لقب "رياضي القرن"، كما حاز على لقب "الشخصية الرياضية للقرن" الذي تمنحه بي بي سي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق