الخميس، 16 يونيو 2016

محمد بن زايد يشهد محاضرة في مجلسه الرمضاني حول الأزمة اليمنية


 أبوظبي في 15 يونيو / وام
 شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه الرمضاني مساء اليوم المحاضرة الرمضانية الثالثة بعنوان " الإمارات والتحالف وأزمة اليمن القرار الضرورة ".
كما شهد المحاضرة - التي ألقاها معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية - كل من معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وبعض السفراء.
وأكد معالي الدكتور قرقاش أن عاصفة الحزم واستعادة الأمل التي قادتها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم ومساندة الامارات حققت اهدافها العسكرية بكل جدارة.
وأوضح أن من هذه الأهداف تحرير الكثير من المحافظات اليمنية خاصة محافظتي عدن ومأرب وتخليص المكلا من قبضة القاعدة الارهابية والالتفاف على العودة في باب المندب.
وأشار إلى أن الجيش الإماراتي لعب دورا كبيرا مع قوات الشرعية والمقاومة الوطنية في تحقيق هذه الانتصارات في ملحمة تحسب للعرب من حيث الأداء الجوي والحملات البرية في أشكالها التكتيكية واللوجستية والاستراتيجية.
وأضاف أن الأهداف السياسية لعاصفة الحزم ثلاثة هي العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية وعودة الشرعية إلى السلطة والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن.
وأكد أن الإمارات ستلعب دورا في مساعدة اليمنيين لبناء وطنهم إلا أن المهمة الكبرى تقع على اليمنيين انفسهم وعليهم الآن الوصول إلى اتفاق بشأن مستقبل وطنهم وبناء الدولة الحديثة .. مشيرا إلى أن التدخل الأمريكي فشل في بناء الدولة في العراق وفي افغانستان.
وكان معالي الدكتور قرقاش بدأ محاضرته بالإشارة إلى أسباب تحركات الحوثيين وانقلابهم على الشرعية في21 سبتمبر2014 فاجتياحهم للعاصمة اليمنية ثم محافظة عدن في مارس 2015 والبيان الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بهذا الشأن وتأييد الإمارات لها ووقوفها إلى جانبها.
وأشار المحاضر إلى أن المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي عندما كانا في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تبادلا الحديث حول الأزمة اليمنية وأسبابها منذ بدايتها في 21 سبتمبر 2014م وأن المغفور له طلب إبلاغ ابوظبي بأن المملكة العربية السعودية ستواجه هذا الأمر كما أن الإمارات وقفت مع المملكة لمواجهة الاجتياح الحوثي للمدن اليمنية عندما أصدرت بيانا بذلك خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ.
وقال إنه خلال الأشهر الستة بين سبتمبر 2014م ومارس 2015م جرت محادثات مع الاطراف المعنية لايجاد حل سياسي للازمة الا أن الحوثيين قابلوا ذلك بمزيد من التمرد واللامبالاة والعدوانية واحتجاز الرئيس اليمني عبد ربه منصور تحت الاقامة الجبرية وسعوا إلى العنف والاستئصال واستباحة المدن كما تمكن الرئيس اليمني من الفرار إلى عدن وان قرار التدخل العسكري جاء بعد محاولات مطولة ميدانيا وسياسيا للوصول الى حل لهذه القضية .
وأضاف أن الأزمة وتطوراتها لم تكن بمعزل عن ما يجري في المنطقة التي دخلت في ما اطلق عليه الربيع العربي وتبجح ايران علنا بانها سيطرت على العاصمة العربية الرابعة.
ولفت الدكتور قرقاش إلى أن التمرد استقوى واوجد اصطفافا مدعوما من ايران كما تم في ديسمبر 2015م اكتشاف منصات صواريخ تستهدف المملكة العربية السعودية ما يعني أن الامر ليس استباحة اليمن وانما العمل على ايجاد تغيير جوهري في التوازن الاقليمي وهذا هو سبب اتخاد المملكة ودول التحالف القرار الضرورة بالتدخل العسكري بدلا من اثارة سؤال هل على دول التحالف الانتظار أم التدخل وهل تقبل بوجود منصات صواريخ على الحدود والمليشيات المؤدلجة.
ثم تحدث عن الرئيس المعزول علي عبد الله صالح ودوره في حكم اليمن منذ عام 1978م والسيطرة على مفاصل الدولة اليمنية دون ان يقدم مشروعا تنمويا وحضاريا لبلاده .. كما أشار إلى موقفه السلبي والملتبس اثناء غزو الكويت عام 1991م واشار كذلك الى صراع الاحزاب الماركسية والاشتراكية في الجنوب وسيطرة الشمال عليه بقيام الوحدة عام 1990م ثم الحرب عام 1994م التي هزمت الجنوبيين وولدت حركة انفصالية ولفت أيضا إلى دور حزب الاصلاح الاخواني الملتبس الذي كان يسعى الى السلطة والبعد عن المشروع الوطني.
وانتقل المحاضر بعد ذلك إلى الحديث حول الغليان الشعبي ضد الرئيس المخلوع في أبريل2011م والمبادرة الخليجية التي طرحتها دول مجلس التعاون وقبول صالح لها في نوفمبر من العام نفسه وتشكيل حكومة من المعارضة والحكومة تبين لاحقا انها كانت سرابا خادعا.
وكشف الدكتور قرقاش أن وزير الخارجية اليمني انذاك الدكتور أبوبكر القربي تحدث مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن الوضع الحرج للرئيس المخلوع بسبب الشعور الشعبي المتنامي ضده وأن سموه طرح له سؤالا حول كيف للإمارات ان تساعد اليمنيين وكان ذلك بمثابة اول اعلان لمساعدة الامارات لليمن غير أن الدكتور القربي رد بأن صالح سيوجه خطابا للتهدئة وان لم تتم فسوف يتم البحث في المبادرة الخليجية.
واستطرد المحاضر مشيرا إلى أنه تم الوصول الى مسار سياسي معقول يشمل كل الاطياف السياسية اليمنية ويحفظ للدولة اليمنية هيبتها .. مشيرا إلى أن الحوار بين اليمنيين ولجنة صياغة الدستور تم انجازهما في أبوظبي غير أن الاجتياح الحوثي وقف ضد هذا المسار وكان مفاجئا في الامتداد والسرعة حيث تمكن الحوثيون بتحالفهم مع صالح من استباحة العاصمة صنعاء والوصول إلى عدن.
وقال الدكتور قرقاش ان الانقلاب الحوثي نجح في ذلك بارادة مذهبية وسلاح استولى عليه وبدعم من قوى خارجية وقبلية في محاكاة لنموذج الثورة الايرانية عام 1979م وان الحوثيين حاولوا شرعنة الوضع وتم تهديد صالح واجباره على التخلي عن مسار المبادرة الخليجية واصبح الانقلاب يجري في سياق التمدد الايراني في المنطقة ليختل الميزان الاستراتيجي بمباركة ايرانية مكشوفة وظهرت في شوارع صنعاء اللجان الثورية ولافتات وشعارات الموت لامريكا الموت لاسرائيل كما تشبه عبدالملك الحوثي بالولي الفقيه كمرجع اول وصاحب قرار اخير في استنساخ واضح لثورة الخميني.
واضاف ان الرئيس المخلوع صالح اراد ان يعود من النافذة الانقلابية بعد ان غادر من باب الدستور غير انه اصبح شخصية معزولة عن الواقع ومال الميزان لصالح الحوثيين.
ثم اكد الدكتور قرقاش ان اليمن مهم بالنسبة لدول مجلس التعاون وان استنقراره اساس لاستقرارها ناهيك عن انه يشكل عمقا قوميا للعرب قاطبة ..مضيفا ان نشوة انتصار الانقلابيين واكتشاف منصات الصواريخ جعل دول التحالف تدرك الخطر ..موضحا ان الامارات لم تتقاعس عن ايجاد حل سياسي للازمة اليمنية خاصة بعد وصول الرئيس الشرعي هادي الى عدن الا ان الحوثيين قاموا بقصف وحشي لعدن وسكانها وليس لاسرائيل وامريكا.
وقال انه بعد استنفاد الادوات السياسية واتضاح الدعم الايراني للانقلابيين الحوثيين والتغير الاستراتيجي في المنطقة كان لابد من الحسم والتدخل في 26 مارس 2015م استجابة لطلب الشرعية اليمنية ولم يكن ذلك قرارا متسرعا بل كان ضرورة وكانت للامارات وقفة تاريخية كما كان قرارا عربيا صرفا لادراك المتغيرات وان المنطقة لابد ان تتحمل مسؤوليتها كاملة وان كان القرار من اجل اليمن فهو ايضا من اجل الاقليم ككل.
واشاد المحاضر هنا بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الذي ادرك مبكرا ان الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق وانما داخل اليمن لمواجهة الانقلابيين.
ثم تحدث عن الحملة العسكرية عاقدا مقارنة بينها وبين الحملة الامريكية في العراق وافغانستان ..مشيرا الى انها كانت اكثر نجاحا كما ان العمل السياسي الذي ادارته الرياض ووظفته لصالح الشرعية كان اكثر منطقية وخلص الى ان وقائع هذه الحرب لها دروس وعبر ومعان وافتخار بالنسبة للامارات.
وأشار الى ان القرار الاستراتيجي كان حاضرا وموجها وان مسؤولية حماية الوطن تضاعفت ..اما القناعة الثانية التي لمستها القيادة الاماراتية فهي الوقوف مع الرياض كأساس لاي تصور لأمن المنطقة وبالتالي فان هذه الشراكة ضرورية.
واكد ان هناك قناعة بأن امن الامارات مرتبط بأمن دول مجلس التعاون خاصة المملكة العربية السعودية ..مشيرا الى ان الدور الاقليمي الايراني يسعى الى الفوضى والترويج للطائفية وبناء حزب الله جديد في اليمن كما ادركت الامارات ايضا ان الانتصار هو استعادة بعض الاراضي اليمنية من الانقلابيين في عدة اشهر وان الحملة العسكرية الاماراتية فاجأت العالم بالاداء الجيد كسند اساسي للرياض كما كانت ثقة القيادة الاماراتية بمؤسستها العسكرية الوطنية كبيرة حيث استطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بناء جيش "سيف وحصن للوطن".
وقال الدكتور قرقاش ان القوات الاماراتية في اليمن تميزت بقيادتها وبضباطها وافرادها وتضحياتهم من اجل الوطن والشعب الذي عبر بفخر وعزة بحيث تحول العزاء في ارواح الشهداء الى تقدير وعرفان ..مشيرا الى انه قال بهذه المناسبة "ان الامارات تولد من جديد".
واكد ان الحرب انتهت اليوم وتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين الشرعية من ادارة الخدمات الاساسية وتحسين ادائها ورصد ارهاب القاعدة المدعوم من الاخوان المسلمين الذي يستفيد من غياب الدولة لايجاد امارة ارهابية في المكلا التي تم ضربها بشدة في عملية من أنجح العمليات ضد الارهاب لم تستطع دول كبرى القيام بمثلها.
ثم تحدث عن دعم الامارات لليمن ..مشيرا الى انه قديم تاريخيا حيث كرسه المغفور له مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه واستمر على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ..موضحا ان المساعدات بلغت نحو 911 مليون درهم خلال هذه الفترة.
واكد اهمية ابعاد الخطر الايراني قبل ان تستفحل الحالة وان العلاقة الاسترتيجية مع الرياض مهمة جدا وانه لابد من ادراك ان الامن والاستقرار يجب ان يشملا الجميع ولا يتجزأ كل منهما وان على اليمنيين الوصول الى اتفاق بشأن مستقبلهم وان بناء الدولة الوطنية اليمنية الحديثة هو مهمة اليمنيين انفسهم وان من الصعب ان تتكرر فرصة المشاورات في الكويت التي دخلت يومها الخمسين وان فجوة عدم الثقة لم تردم بعد وليس لدى اليمنيين حتى الآن رؤية واحدة نحو المستقبل فالجنوب يريد الانفصال والتطرف الاصلاحي الاخواني اقصائي ومنطق لا غالب ولا مغلوب ملتبس على الكثير من اليمنيين.
وقال ان المحزن مع هذا النجاح هو توقع انتاج وتدوير النظم السابقة نفسها التي حكمت اليمن لكن التحالف العربي مستمر بقيادة الرياض ومساندة ودعم ابوظبي على خلفية النجاح العسكري وهو لا يريد اقصاء اي طرف بل العودة الى مسار ما قبل الانقلاب.
وختم مؤكدا ان ذكرى الشهداء باقية وراية الامارات خفاقة عالية ثم رد على الاسئلة مؤكدا ان التدخل العسكري انجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي وهو يقع على عاتق اليمنيين انفسهم مجددا التأكيد ان دول التحالف لن تبخل بالمساعدة وان عنصر الثقة مهم بعد ان كان غائبا اثناء تقديم المبادرة الخليجية ..مشيرا الى انه مطلوب من خلال تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار وفي اطار سياسي يجمع كل الاطياف اليمنية دون ان يفرض احدها نفسه على الاخرين.
كما اشار الى ان الحوثيين مكون يمني غير ان مواجهة النفوذ الايراني في اليمن ستستمر من خلال عاصفة الحزم ومن خلال التنمية السياسية والاقتصادية لليمن وانه لابد من انجاح المسار السياسي فهو المطلوب رغم الاحباط بعد ان حققت العملية العسكرية كل المطلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق