الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَتَبَ لِلشُّهَدَاءِ أَعْلَى الْجِنَانِ، وَلِلْمُدَافِعِينَ عَنْ أَوْطَانِهِمْ النَّصْرَ وَالرِّضْوَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اصْطَفَى شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَبْرَارَ، فَالشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِهِ سُبْحَانَهُ اخْتِيَارٌ وَاصْطِفَاءٌ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) . وَإِنَّ الشَّهِيدَ هُوَ مَنْ قُتِلَ دِفَاعًا عَنْ دِينِهِ أَوْ نَفْسِهِ أَوْ أَهْلِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ( وَالْوَطَنُ فِيهِ الأَهْلُ وَالْعِرْضُ وَالْمَالُ، فَالدِّفَاعُ عَنْهُ مِنْ أَكْرَمِ الطَّاعَاتِ مَنْزِلَةً، وَأَرْفَعِهَا مَكَانَةً، وَأَكْثَرِهَا بَذْلاً وَعَطَاءً، وَأَخْلَدِهَا ذِكْرًا وَثَنَاءً. وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الدِّفَاعِ عَنْ وَطَنِهِ، وَالذَّوْدِ عَنْ حِيَاضِهِ، فَحِينَ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، انْطَلَقَ نَاسٌ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ يَقُولُ:« لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» أَيْ لَا تَخَافُوا. وَقَدْ ضَحَّى شُهَدَاءُ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءُ بِحَيَاتِهِمْ دِفَاعًا عَنْ دِينِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَوَطَنِهِمْ وَمُقَدَّرَاتِ بِلَادِهِمْ، وَإِنْجَازَاتِ شَعْبِهِمْ، الَّتِي تَعِبَ فِي تَحْقِيقِهَا الآبَاءُ الْمُؤَسِّسُونَ، فَلَبَّى أَبْطَالُ الْوَطَنِ نِدَاءَ الْوَاجِبِ، وَأَدْرَكُوا أَنَّ التَّقْصِيرَ فِي حِمَايَتِهِ وَالذَّوْدِ عَنْهُ مِنَ الْعَظَائِمِ، فَبَذَلُوا فِي سَبِيلِهِ الْمُهَجَ وَالْكَرَائِمَ، لَقَدْ سَمَتْ غَايَتُهُمْ، وَعَلَا هَدَفُهُمْ، وَرَغِبُوا فِيمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ رَبُّهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ* سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ* وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) أَيْ: لَنْ يُذْهِبَ أُجُورَهُمْ، بَلْ يُكَثِّرُهَا وَيُنَمِّيهَا وَيُضَاعِفُهَا، وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ: أَيْ أَمْرَهُمْ وشَأْنَهُمْ. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ الَّتِي وَصَفَهَا لَهُمْ، وَوَعَدَهُمْ بِهَا ، قَالَ تَعَالَى: ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
فَيَا لَفَوْزِهِمْ، رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ، أَعْطَاهُمْ فَأَجْزَلَ لَهُمُ الْعَطَاءَ، وَنَقَلَهُمْ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالْبَقَاءِ، قَالَ تَعَالَى: ( وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ) . يَهْنَؤُونَ فِيهَا وَيُنَعَّمُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً». فَقَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ:« هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا. فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا». نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ ( أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ). وَيَكْتُبُ لَهُمْ أَعْمَالَهُمُ الصَّالِحَةَ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهِمْ، فَلَا يَنْقَطِعُ الْخَيْرُ عَنْهُمْ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ». وَلَا تَمَسُّهُ النَّارُ أَبَدًا، قَالَ النَّبِيُّ :« لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ». فَكُلُّ مَنْ كَانَ حَارِسًا لِوَطَنِهِ، سَاهِرًا عَلَى سَلَامَةِ شَعْبِهِ؛ فَإِنَّ النَّارَ لاَ تَمَسُّه، كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وَفِي ذَلِكَ بَيَانٌ لِعَظِيمِ دَوْرِهِمْ، وَجَلِيلِ عَمَلِهِمْ، وَلِشُهَدَاءِ الْوَطَنِ مِنَّا خَالِصُ الدُّعُاءِ. فَاللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ، وَارْفَعْ مَقَامَهُمْ، وَأَعْلِ مَنْزِلَتَهُمْ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُمْ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و سلم وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ أَدَّى شُهَدَاءُ الْوَطَنِ مَا عَلَيْهِمْ، وَافْتَدَوْا وَطَنَهُمْ بِأَرْوَاحِهِمُ الطَّاهِرَةِ، وَصَانُوا تُرَابَهُ بِدِمَائِهِمُ الزَّكِيَّةِ، وَأَثْبَتُوا أَنَّ حُبَّ الدِّينِ وَالْوَطَنِ أَغْلَى مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَأَصْبَحُوا قُدْوَةً حَسَنَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ، فَهُمْ مَصَابِيحُ تُضِيءُ لِلأَجْيَالِ طَرِيقَ الْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ، وَتُجَسِّدُ لَهُمْ عَظَمَةَ التَّضْحِيَةِ وَرَوْعَةَ الْفِدَاءِ، كَيْفَ لَا وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ( ): يَجُودُ بِالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الْجَوَادُ بِهَا وَالْجُودُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الْجُودِ
وَإِنَّ الْقِيَادَةَ الْحَكِيمَةَ تُقَدِّرُ عَالِيًا تَضْحِيَاتِ شُهَدَاءِ الْوَطَنِ، فَأَسَّسَتْ مَكْتَبَ شُؤُونِ أُسَرِ الشُّهَدَاءِ، وَخَصَّصَتْ يَوْمًا لِلشَّهِيدِ، وَهُوَ يَوْمُ الثَّلَاثِينَ مِنْ نُوفَمْبِر مِنْ كُلِّ عَامٍ؛ لِيُصْبِحَ يَوْمًا مَشْهُودًا فِي تَارِيخِ دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ، خَالِدًا فِي ذَاكِرَتِهَا، وَهُوَ رَدٌّ لِلْجَمِيلِ، لِيُعَبِّرَ الْجَمِيعُ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِلشُّهَدَاءِ، الَّذِينَ بَذَلُوا دِمَاءَهُمُ الزَّكِيَّةَ، وَأَرْوَاحَهُمُ الطَّاهِرَةَ فِي سَبِيلِهِ وَهُمْ مُرَابِطُونَ ثَابِتُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»( ). هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ سادَتِنا: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.
تنبيه يلقى عقب صلاة الجمعة 24/11/2017 أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: ضِمْنَ الْفَعَالِيَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ لِيَوْمِ الشَّهِيدِ بِعُنْوَانِ "دَقِيقَةُ الدُّعَاءِ" سَيَتِمُّ تَنْكِيسُ الأَعْلاَمِ يَوْمَ الْخَمِيسِ الْقَادِم الْمُوَافِق 30/11/2017 مِنَ السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ صَبَاحًا حَتَّى 11.30، وَفِي السَّاعَةِ 11.30 الْوُقُوفُ دَقِيقَةً لِلدُّعَاءِ لِلشُّهَدَاءِ، وَفِي تَمَامِ السَّاعَةِ 11.31 سَيُرْفَعُ الْعَلَمُ، فَرَحِمَ اللَّهُ الشُّهَدَاءَ، وَأَسْكَنَهُمْ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ. وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اصْطَفَى شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَبْرَارَ، فَالشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِهِ سُبْحَانَهُ اخْتِيَارٌ وَاصْطِفَاءٌ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) . وَإِنَّ الشَّهِيدَ هُوَ مَنْ قُتِلَ دِفَاعًا عَنْ دِينِهِ أَوْ نَفْسِهِ أَوْ أَهْلِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ( وَالْوَطَنُ فِيهِ الأَهْلُ وَالْعِرْضُ وَالْمَالُ، فَالدِّفَاعُ عَنْهُ مِنْ أَكْرَمِ الطَّاعَاتِ مَنْزِلَةً، وَأَرْفَعِهَا مَكَانَةً، وَأَكْثَرِهَا بَذْلاً وَعَطَاءً، وَأَخْلَدِهَا ذِكْرًا وَثَنَاءً. وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الدِّفَاعِ عَنْ وَطَنِهِ، وَالذَّوْدِ عَنْ حِيَاضِهِ، فَحِينَ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، انْطَلَقَ نَاسٌ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ يَقُولُ:« لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» أَيْ لَا تَخَافُوا. وَقَدْ ضَحَّى شُهَدَاءُ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءُ بِحَيَاتِهِمْ دِفَاعًا عَنْ دِينِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَوَطَنِهِمْ وَمُقَدَّرَاتِ بِلَادِهِمْ، وَإِنْجَازَاتِ شَعْبِهِمْ، الَّتِي تَعِبَ فِي تَحْقِيقِهَا الآبَاءُ الْمُؤَسِّسُونَ، فَلَبَّى أَبْطَالُ الْوَطَنِ نِدَاءَ الْوَاجِبِ، وَأَدْرَكُوا أَنَّ التَّقْصِيرَ فِي حِمَايَتِهِ وَالذَّوْدِ عَنْهُ مِنَ الْعَظَائِمِ، فَبَذَلُوا فِي سَبِيلِهِ الْمُهَجَ وَالْكَرَائِمَ، لَقَدْ سَمَتْ غَايَتُهُمْ، وَعَلَا هَدَفُهُمْ، وَرَغِبُوا فِيمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ رَبُّهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ* سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ* وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) أَيْ: لَنْ يُذْهِبَ أُجُورَهُمْ، بَلْ يُكَثِّرُهَا وَيُنَمِّيهَا وَيُضَاعِفُهَا، وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ: أَيْ أَمْرَهُمْ وشَأْنَهُمْ. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ الَّتِي وَصَفَهَا لَهُمْ، وَوَعَدَهُمْ بِهَا ، قَالَ تَعَالَى: ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
فَيَا لَفَوْزِهِمْ، رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ، أَعْطَاهُمْ فَأَجْزَلَ لَهُمُ الْعَطَاءَ، وَنَقَلَهُمْ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالْبَقَاءِ، قَالَ تَعَالَى: ( وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ) . يَهْنَؤُونَ فِيهَا وَيُنَعَّمُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً». فَقَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ:« هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا. فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا». نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ ( أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ). وَيَكْتُبُ لَهُمْ أَعْمَالَهُمُ الصَّالِحَةَ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهِمْ، فَلَا يَنْقَطِعُ الْخَيْرُ عَنْهُمْ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ». وَلَا تَمَسُّهُ النَّارُ أَبَدًا، قَالَ النَّبِيُّ :« لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ». فَكُلُّ مَنْ كَانَ حَارِسًا لِوَطَنِهِ، سَاهِرًا عَلَى سَلَامَةِ شَعْبِهِ؛ فَإِنَّ النَّارَ لاَ تَمَسُّه، كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وَفِي ذَلِكَ بَيَانٌ لِعَظِيمِ دَوْرِهِمْ، وَجَلِيلِ عَمَلِهِمْ، وَلِشُهَدَاءِ الْوَطَنِ مِنَّا خَالِصُ الدُّعُاءِ. فَاللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ، وَارْفَعْ مَقَامَهُمْ، وَأَعْلِ مَنْزِلَتَهُمْ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُمْ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و سلم وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ أَدَّى شُهَدَاءُ الْوَطَنِ مَا عَلَيْهِمْ، وَافْتَدَوْا وَطَنَهُمْ بِأَرْوَاحِهِمُ الطَّاهِرَةِ، وَصَانُوا تُرَابَهُ بِدِمَائِهِمُ الزَّكِيَّةِ، وَأَثْبَتُوا أَنَّ حُبَّ الدِّينِ وَالْوَطَنِ أَغْلَى مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَأَصْبَحُوا قُدْوَةً حَسَنَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ، فَهُمْ مَصَابِيحُ تُضِيءُ لِلأَجْيَالِ طَرِيقَ الْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ، وَتُجَسِّدُ لَهُمْ عَظَمَةَ التَّضْحِيَةِ وَرَوْعَةَ الْفِدَاءِ، كَيْفَ لَا وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ( ): يَجُودُ بِالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الْجَوَادُ بِهَا وَالْجُودُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الْجُودِ
وَإِنَّ الْقِيَادَةَ الْحَكِيمَةَ تُقَدِّرُ عَالِيًا تَضْحِيَاتِ شُهَدَاءِ الْوَطَنِ، فَأَسَّسَتْ مَكْتَبَ شُؤُونِ أُسَرِ الشُّهَدَاءِ، وَخَصَّصَتْ يَوْمًا لِلشَّهِيدِ، وَهُوَ يَوْمُ الثَّلَاثِينَ مِنْ نُوفَمْبِر مِنْ كُلِّ عَامٍ؛ لِيُصْبِحَ يَوْمًا مَشْهُودًا فِي تَارِيخِ دَوْلَةِ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ، خَالِدًا فِي ذَاكِرَتِهَا، وَهُوَ رَدٌّ لِلْجَمِيلِ، لِيُعَبِّرَ الْجَمِيعُ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِلشُّهَدَاءِ، الَّذِينَ بَذَلُوا دِمَاءَهُمُ الزَّكِيَّةَ، وَأَرْوَاحَهُمُ الطَّاهِرَةَ فِي سَبِيلِهِ وَهُمْ مُرَابِطُونَ ثَابِتُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»( ). هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ سادَتِنا: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.
تنبيه يلقى عقب صلاة الجمعة 24/11/2017 أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: ضِمْنَ الْفَعَالِيَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ لِيَوْمِ الشَّهِيدِ بِعُنْوَانِ "دَقِيقَةُ الدُّعَاءِ" سَيَتِمُّ تَنْكِيسُ الأَعْلاَمِ يَوْمَ الْخَمِيسِ الْقَادِم الْمُوَافِق 30/11/2017 مِنَ السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ صَبَاحًا حَتَّى 11.30، وَفِي السَّاعَةِ 11.30 الْوُقُوفُ دَقِيقَةً لِلدُّعَاءِ لِلشُّهَدَاءِ، وَفِي تَمَامِ السَّاعَةِ 11.31 سَيُرْفَعُ الْعَلَمُ، فَرَحِمَ اللَّهُ الشُّهَدَاءَ، وَأَسْكَنَهُمْ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ. وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق