الجمعة، 6 أبريل 2018

كيف نستثمر الليل..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ نُورًا لِلْعَابِدِينَ، وَمَقْصِدًا لِلذَّاكِرِينَ، وَمَوْئِلًا لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، كَانَ يُحْيِي لَيْلَهُ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ، وَشُكْرِ نِعَمِهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) >br<>br< أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كَانَ النَّبِيُّ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى اغْتِنَامِ اللَّيْلِ، يَعْمُرُهُ بِالطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، وَالْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ، وَيَجْعَلُ مِنْهُ وَقْتًا لِرَاحَتِهِ وَمُجَالَسَةِ أَهْلِهِ، مُهْتَدِيًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).وَهُوَ قُدْوَتُنَا، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). فَكَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ يَسْتَثْمِرُ لَيْلَهُ؟ يَبْدَأُ لَيْلَهُ بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي مَسْجِدِهِ. ثُمَّ يَأْتِي بَيْتَهُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. ثم يَجْلِسُ مَعَ أَهْلِهِ يُسَامِرُهُمْ وَيُلَاطِفُهُمْ، وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ، وَيَسْتَمِعُ لِحَدِيثِهِمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً. فَكَانَ يَمْلَأُ وَقْتَهُ فِي لَيْلِهِ مَعَهُمْ سَكَنًا وَمَوَدَّةً وَرَحْمَةً. عِبَادَ اللَّهِ: ومِنْ هَدْيِهِ أَنَّهُ كَانَ يُرَغِّبُ فِي الْوُضُوءِ قَبْلَ النَّوْمِ، فَيَقُولُ:« إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ». فَإِذَا انْتَهَى مِنْ وُضُوئِهِ تَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ قَبْلَ نَوْمِهِ قَائِلًا: «بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ». وَيَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعْمَةِ الْمَبِيتِ وَالْمَأْوَى، فَيَقُولُ:« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ». وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ أَنَّهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، وَيَنَامُ مُبَكِّرًا أَوَّلَ اللَّيْلِ. فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّيْلَ سَكَنًا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا* وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا). أَيْ: جَعَلْنَا نَوْمَكُمْ رَاحَةً لِأَبْدَانِكُمْ، وَاللَّيْلَ سِتْرًا لَكُمْ. فَإِذَا انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ فَإِنَّهُ يَدْعُو رَبَّهُ وَيَذْكُرُهُ، قَالَ : «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ -أَيِ: اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ- فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ». فَـ« إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ، وَعَلَيْهِ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ». >br< أَيُّهَا الْمُقْتَدُونَ بِهَدْيِ النَّبِيِّ : كَانَ إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، يَسْتَيْقِظُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَجِيبًا لِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ:( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا). يَتَهَجَّدُ فِي اللَّيْلِ، يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ، يَتَدَبَّرُ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ. يُؤَدِّي بِذَلِكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ،وَيَقُومُ الليلَ حتى تتفطرَ قَدَمَاهُ وَيَقُولُ:« أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا». حَتَّى يُعَلِّمَنَا فَضْلَ التَّهَجُّدِ وَمَنْزِلَةَ الْقَائِمِينَ بِاللَّيْلِ، قَالَ تَعَالَى :(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:« صَلَاةُ اللَّيْلِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ». وَفِي الثُّلُثِ الْآخِرِ مِنَ اللَّيْلِ «يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟». وَمِنْ تَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُوقِظُ أَهْلَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ يُرَغِّبُ فِي ذَلِكَ وَيَقُولُ :« مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَقَامَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ». وَكَانَ يَخْتِمُ لَيْلَهُ بِصَلَاةِ الْوِتْرِ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:« اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا». فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِاللَّيْلِ قَائِمِينَ، وَلِكِتَابِكَ تَالِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. >br<>br< الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ >br< اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعليكُم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دَأْبُ الصالحينَ قبْلَكُم وقُربَةٌ إلى ربِكُم ومغفرةُ لِذنوبكُم ورِفْعَةٌ لدرجاتِكُم ومَنْهاةٌ عن الإثمِ. >br< أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: جَاءَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي يُخْبِرُ النَّبِيَّ بِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَرَآهُ يَبْكِي، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:« لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ)». فَكَانَ النَّبِيُّ يَسْتَثْمِرُ هُدُوءَ اللَّيْلِ وَسُكُونَهُ فِي الصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرِ مَعَانِيهِ وَالتَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ. فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَاسْتَقْبَلَ يَوْمَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ : «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا». ثُمَّ يُصَلِّي صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ. فَهَلْ نَحْرِصُ عَلَى الاِقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ فِي اللَّيْلِ؟ وَنُعَلِّمُ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا ذَلِكَ؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ ذَاكِرِينَ، وَبِعِبَادَتِكَ قَائِمِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَلِمَاتِكِ التَّامَّاتِ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَشَرِّ مَا ذَرَأْتَ فِي الْأَرْضِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالَّنَهارِ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ لِدَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي خَيْرَاتِهَا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الْأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا وَاسِعًا شَامِلًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق