الجمعة، 27 أبريل 2018

واسجد واقترب..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله الودود المعبود، الذي خضعت له الوجوه بالسجود، وتفضل على عباده الساجدين بالقرب والجود، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أكمل حامد وعابد، وخير راكع وساجد، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
أيها المسلمون: يقول الله عز وجل:( فاسجدوا لله واعبدوا). فالسجود أعظم عبادة لله سبحانه، فهو المستحق له وحده، لأنه الخالق جل جلاله، قال تعالى حكاية عن الهدهد الذي أخبر سيدنا سليمان عليه السلام قائلا:( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون* الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم).
فما معنى السجود؟ السجود هو الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى حيث يضع المصلي أشرف أعضائه على الأرض، فيخر بجبهته، ويخضع بقلبه وجوارحه لله جل جلاله، قال صلي الله عليه وسلم :« أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة»وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين، وأطراف القدمين.
ولله سبحانه تسجد جميع المخلوقات، خضوعا واستسلاما، قال تعالى:( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء).
والملائكة يسجدون استجابة لأمره سبحانه، وتذللا لعظمته، قال تعالى:( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون).
وأثنى الله تعالى على نبيه صلي الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، فقال:( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود). ووصف سبحانه عباد الرحمن بأنهم الذين (يبيتون لربهم سجدا وقياما). أي: في صلاتهم.
عباد الله: فما هي مكانة السجود؟ إن للسجود مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة، فهو تعظيم لله عز وجل وامتثال لأمره، قال سبحانه:( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). وقد مدح الله تعالى في كتابه الكريم عباده المؤمنين الذين :( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا). تعظيما لآياته. وجعل عز وجل ذلك من دلائل الإيمان، فقال سبحانه:( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون). والسجود أكثر أركان الصلاة عددا، وأعظمها فضلا، فعندما سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال صلي الله عليه وسلم :« عليك بكثرة السجود لله». وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن أفضل الصلاة الركوع والسجود.
وتغفر الذنوب بالسجود، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :« إنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة».
والسجود من أعظم ما يتقرب به المؤمن إلى ربه عز وجل، قال سبحانه:( واسجد واقترب). وقال صلي الله عليه وسلم :« أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد». وهو محل استجابة الدعاء، فإن الله عز وجل يعلم ما في قلوب الساجدين، ويسمع نجواهم، قال تعالى:( وتوكل على العزيز الرحيم* الذي يراك حين تقوم* وتقلبك في الساجدين). وقال صلي الله عليه وسلم :« وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن -أي: حقيق وجدير- أن يستجاب لكم». قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين:( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا). أي: يبتغون بسجودهم فضلا من الله، فيرحمهم ويستجيب دعاءهم، ويرضى عنهم.
يا من تسجدون لله تعالى: لقد كان من هدي النبي صلي الله عليه وسلم أن يطيل السجود -إذا صلى منفردا- قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان صلي الله عليه وسلم يصلي، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية.ويسبح ربه عز وجل تعظيما وتبجيلا، ويستغفره قائلا :«سبحان ربي الأعلى».
فاللهم اجعلنا من الساجدين، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد الأمين صلي الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، اللهم لك سجدنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا، نشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا ونبينا محمدا عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المصلون: لقد كان من هدي النبي صلي الله عليه وسلم أن يسجد في مواضع من القرآن الكريم، قال ابن عمر رضي الله عنهما: كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة، فيها السجدة فيسجد ونسجد. وكان صلي الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن مرارا :« سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته».  فإذا قرأ المسلم آية فيها سجدة فسجد لله تعالى، اعتزل الشيطان يبكي، ويقول:« أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار». فانظر إلى حسرة إبليس لتركه السجود، فالسجود من أعظم ما يدخل الإنسان الجنة، ويرفعه ليكون رفيقا للنبي صلي الله عليه وسلم، فأعظم بها من منزلة، وأكرم به من جوار، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة. قال:« أوغير ذلك؟». قلت: هو ذاك. قال:« فأعني على نفسك بكثرة السجود». فأوصاه بما أمره الله تعالى به في قوله:( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون* فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين). فبالسجود يشرح الله سبحانه صدور عباده المؤمنين، فتطمئن قلوبهم، وتصفو نفوسهم، وترفع درجاتهم.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم ارحم شهداء الوطن الأوفياء، وارفع درجاتهم في عليين مع الأنبياء، واجز أمهاتهم وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم خير الجزاء يا سميع الدعاء.
اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين. اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد لكل خير، واحفظه بحفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم ارحمهم رحمة واسعة من عندك، وأفض عليهم من خيرك ورضوانك. وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا. اللهم احفظ لدولة الإمارات استقرارها ورخاءها، وبارك في خيراتها، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين. اللهم يا بديع السموات والأرض، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام, اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مغيثا هنيئا واسعا شاملا، اللهم اسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض. اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم. وأقم الصلاة.

تنبيه يلقى عقب صلاة الجمعة 27/4/2018
أيها المصلون: أطلقت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة حملة الأسبوع الوطني للتوعية بأضرار التنمر، والذي يقصد به كل أنواع الإساءة اللفظية والبدنية التي قد يمارسها بعض الطلاب تجاه بعضهم، وتهدف الحملة إلى ترسيخ مفاهيم تربوية راقية من خلال تكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية للقضاء على التنمر، فواجب على الآباء والأمهات والمعلمين التعاون لإنجاح هذه الحملة. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجمعة، 6 أبريل 2018

كيف نستثمر الليل..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ نُورًا لِلْعَابِدِينَ، وَمَقْصِدًا لِلذَّاكِرِينَ، وَمَوْئِلًا لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، كَانَ يُحْيِي لَيْلَهُ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ، وَشُكْرِ نِعَمِهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) >br<>br< أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كَانَ النَّبِيُّ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى اغْتِنَامِ اللَّيْلِ، يَعْمُرُهُ بِالطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، وَالْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ، وَيَجْعَلُ مِنْهُ وَقْتًا لِرَاحَتِهِ وَمُجَالَسَةِ أَهْلِهِ، مُهْتَدِيًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).وَهُوَ قُدْوَتُنَا، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). فَكَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ يَسْتَثْمِرُ لَيْلَهُ؟ يَبْدَأُ لَيْلَهُ بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي مَسْجِدِهِ. ثُمَّ يَأْتِي بَيْتَهُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. ثم يَجْلِسُ مَعَ أَهْلِهِ يُسَامِرُهُمْ وَيُلَاطِفُهُمْ، وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ، وَيَسْتَمِعُ لِحَدِيثِهِمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً. فَكَانَ يَمْلَأُ وَقْتَهُ فِي لَيْلِهِ مَعَهُمْ سَكَنًا وَمَوَدَّةً وَرَحْمَةً. عِبَادَ اللَّهِ: ومِنْ هَدْيِهِ أَنَّهُ كَانَ يُرَغِّبُ فِي الْوُضُوءِ قَبْلَ النَّوْمِ، فَيَقُولُ:« إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ». فَإِذَا انْتَهَى مِنْ وُضُوئِهِ تَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ قَبْلَ نَوْمِهِ قَائِلًا: «بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ». وَيَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعْمَةِ الْمَبِيتِ وَالْمَأْوَى، فَيَقُولُ:« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ». وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ أَنَّهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، وَيَنَامُ مُبَكِّرًا أَوَّلَ اللَّيْلِ. فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّيْلَ سَكَنًا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا* وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا). أَيْ: جَعَلْنَا نَوْمَكُمْ رَاحَةً لِأَبْدَانِكُمْ، وَاللَّيْلَ سِتْرًا لَكُمْ. فَإِذَا انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ فَإِنَّهُ يَدْعُو رَبَّهُ وَيَذْكُرُهُ، قَالَ : «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ -أَيِ: اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ- فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ». فَـ« إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ، وَعَلَيْهِ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ». >br< أَيُّهَا الْمُقْتَدُونَ بِهَدْيِ النَّبِيِّ : كَانَ إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، يَسْتَيْقِظُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَجِيبًا لِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ:( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا). يَتَهَجَّدُ فِي اللَّيْلِ، يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ، يَتَدَبَّرُ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ. يُؤَدِّي بِذَلِكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ،وَيَقُومُ الليلَ حتى تتفطرَ قَدَمَاهُ وَيَقُولُ:« أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا». حَتَّى يُعَلِّمَنَا فَضْلَ التَّهَجُّدِ وَمَنْزِلَةَ الْقَائِمِينَ بِاللَّيْلِ، قَالَ تَعَالَى :(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:« صَلَاةُ اللَّيْلِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ». وَفِي الثُّلُثِ الْآخِرِ مِنَ اللَّيْلِ «يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟». وَمِنْ تَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُوقِظُ أَهْلَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ يُرَغِّبُ فِي ذَلِكَ وَيَقُولُ :« مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَقَامَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ». وَكَانَ يَخْتِمُ لَيْلَهُ بِصَلَاةِ الْوِتْرِ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:« اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا». فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِاللَّيْلِ قَائِمِينَ، وَلِكِتَابِكَ تَالِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. >br<>br< الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ >br< اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعليكُم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دَأْبُ الصالحينَ قبْلَكُم وقُربَةٌ إلى ربِكُم ومغفرةُ لِذنوبكُم ورِفْعَةٌ لدرجاتِكُم ومَنْهاةٌ عن الإثمِ. >br< أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: جَاءَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي يُخْبِرُ النَّبِيَّ بِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَرَآهُ يَبْكِي، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:« لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ)». فَكَانَ النَّبِيُّ يَسْتَثْمِرُ هُدُوءَ اللَّيْلِ وَسُكُونَهُ فِي الصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرِ مَعَانِيهِ وَالتَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ. فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَاسْتَقْبَلَ يَوْمَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ : «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا». ثُمَّ يُصَلِّي صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ. فَهَلْ نَحْرِصُ عَلَى الاِقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ فِي اللَّيْلِ؟ وَنُعَلِّمُ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا ذَلِكَ؟ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ ذَاكِرِينَ، وَبِعِبَادَتِكَ قَائِمِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَلِمَاتِكِ التَّامَّاتِ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَشَرِّ مَا ذَرَأْتَ فِي الْأَرْضِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالَّنَهارِ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ لِدَوْلَةِ الْإِمَارَاتِ اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي خَيْرَاتِهَا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الْأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا وَاسِعًا شَامِلًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

التقى أبناء القبائل المشاركين في مهرجان الهجن العربية الأصيلة..محمد بن راشد: رياضة الأجداد تحفز أبناءنا إلى التشبث بتراثهم

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" - ظهر اليوم - أبناء القبائل من ملاك ومضمري الهجن العربية الذين شاركوا بإبلهم في المهرجان السنوي لسباقات الهجن العربية الأصيلة في منطقة المرموم.
وتبادل سموه وأبناء القبائل الحديث حول المهرجان الذي تشارك فيه خيرة الإبل العربية من دولة الإمارات وبعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث هنأ صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ملاك ومضمري الإبل على انتهاء الموسم.. مؤكدا سموه أن مهرجانات السباقات التراثية الأصيلة ستستمر مادمت الحياة تنبض وذلك لتظل رياضة الأجداد والآباء متجذرة في رحم أرض دولتنا الحبيبة وفي أوساط أبناء شعبنا وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل وتحفزهم على التشبث بتراثهم العريق والتنافس فيما بينهم من خلال هذه المهرجانات التي ترصد فيها جوائز مالية وعينية كل موسم للفائزين والمتميزين الذين يكون همهم الأول الفوز بالناموس الذي يبعث الفخر والاعتزاز في نفوس أبناء القبائل والتباهي بهذا الشرف العظيم بين أبناء جلدتهم.
وقال سموه مخاطبا إخوانه من أبناء القبائل: أنتم تحملون رسالة زايد الوالد المؤسس " طيب الله ثراه " إلى الأجيال اللاحقة من أبنائكم وأبناء قبائلكم والمتمثلة في قوله رحمه الله تعالى " من لا ماض له لا حاضر له ولا مستقبل ".
إلى ذلك .. أعرب أبناء القبائل عن تقديرهم الكبير وولائهم لقيادتهم الرشيدة التي لا تبخل في العطاء والرعاية لأبناء وبنات شعبها.. مثمنين عاليا لفتة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حرصه على اللقاء بهم في ختام موسم سباقات الهجن وتبادله التهاني معهم بهذه المناسبة ما يؤكد متابعة سموه الدؤوبة لشؤون أبناء شعبه في الحضر والبادية كي يظلوا على تواصل مستمر فيما بينهم من أجل توطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية والوطنية بين مختلف فئات الشعب ومكونات المجتمع الإماراتي .. داعين الله عز وجل أن يحفظ سموه وقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " لما يوليه وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من اهتمام ورعاية كريمة لأبناء وبنات شعبهم على مساحة الوطن العزيز.