الجمعة، 7 يوليو 2017

مشاركة الامارات في مؤتمر اليونسكو بباريس تحت شعار "القوة الناعمة: دعم وتمكين قيادة المرأة"

باريس في 5 يوليو/وام
أكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أن المرأة الإماراتية أثبتت قدرات استثنائية وحققت مكتسبات عدة نتيجة لدعم القيادة والدور البناء والكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مشيرة إلى أنه ومنذ تأسيس الدولة في العام 1971 عملت سموها على تمهيد الطريق أمام مشاركة المرأة في المجال السياسي وعلى مدار عقود كانت تعتبر نموذجا رائدا في تمكين المرأة وتعزيز مكانتها سواء على المستويين المحلي والعربي.
جاء ذلك خلال مشاركة دولة الإمارات مؤخرا بوفد كبير ضم شخصيات قيادية ومسؤولين ومختصين بالشأن التعليمي من جهات عدة في مؤتمر عقدته منظمة اليونسكو بباريس تحت شعار "القوة الناعمة: دعم وتمكين قيادة المرأة" ويهدف المؤتمر إلى إبراز إنجازات اليونسكو في تطوير أطر العمل وتحديد مسارات واعدة من أجل شراكات شاملة ومبتكرة في مجالات تمكين المرأة.
كما يأتي المؤتمر الذي شهد حضور 50 شخصية رفيعة المستوى وخبراء على مستوى العالم تعزيزاً للأهداف المنبثقة عن اليونسكو لا سيما الهدف المتمثل في تسليط الضوء على قضية المساواة بين الجنسين كواحدة من أبرز اهتمامات وأولويات اليونسكو.
تأتي مشاركة اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم في المؤتمر في إطار تحقيق اجندة الهدف الخامس للتنمية المستدامة والذي يركز على تمكين المرأة والفتيات وينبثق عنه الهدف الرابع المتعلق بالمساواة بين الجنسين الذي يهتم في أحد جوانبه بإتاحة الفرص المتكافئة في التعليم وإبراز جهود الدولة في تمكين المرأة على الصعيد الدولي من خلال استعراض معالي أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي لهذه الجهود.
ضم الوفد المشارك معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسعادة أمل الكوس الأمين العام للجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم وعدد من المسؤولين والقيادات بالدولة.
واستهلت معالي أمل القبيسي خلال مشاركتها في جدول أعمال المؤتمر بتقديم الشكر للمديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا على دورها القيادي البارز في تعزيز وتمكين النساء على مستوى العالم مشيدة في الوقت ذاته بكوكبة من النساء اللاتي قمن بأدوار فعالة في تمكين المرأة.
وقالت مخاطبة النساء في أرجاء العالم: "لقد أسهمت الكثير من النساء في تغيير العالم على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية و الثقافية والاجتماعية و التكنولوجية وأصبح لهن دور مؤثر في تعزيز وتماسك مجتمعاتهن كما تعزز المجتمعات من مكانة نسائها".
وأكدت ضرورة أن ندرك جميعا أنه يجب بذل العديد من الجهود لتحقيق أهداف المساواة بين الجنسين ومع ذلك فقد تم اتخاذ خطوات كبيرة في هذا الاطار ولعل وجودنا اليوم هنا وتحت مظلة اليونسكو هو واحد من تلك الجهود .
وتطرقت معاليها إلى التقدم والمكتسبات التي أحرزتها دولة الامارات في مجال المرأة حيث 97 في المائة من خريجات التعليم العام يلتحقن بالجامعات و 70 في المائة من خريجي الجامعات هن من النساء ونسبة النساء كقوى بشرية عاملة في القطاع الحكومي تبلغ 66 في المائة كما تشكل النساء نسبة 27 في المائة من مجلس الوزراء و 23 في المائة من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.
وأضافت أنه لدينا 23 ألفا من سيدات الأعمال تبلغ قيمة استثماراتهن أكثر من 50 مليار درهم اماراتي والتي تقدر تقريبا بحوالي 13 مليار يورو.
وقالت معاليها إنه نتيجة دعم القيادة ممثلة بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ونهجها الراسخ فإن المرأة اليوم في الامارات تتقلد العديد من المناصب القيادية وتسهم في تحقيق التوجهات الاستراتيجية للدولة في مختلف قطاعات الحكومة والمجتمع لافتة إلى أننا في الامارات انتقلنا من تمكين المرأة الى تمكين المجتمع من خلال المرأة.
واعتبرت أن أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم هي انتشار العنف والتطرف وانتشار الأفكار التي تسمح بالعنف تجاه الآخر بناء على الاختلاف الديني او العرقي او حتى لمجرد اختلاف الأفكار فضلاً عن انتشار الخلافات السياسية وانتشار ثقافة الخوف على وظائفنا وعلى قيمنا وعلى معتقداتنا وعلى هويتنا والخوف من الآخر إذ نخاف من فقد مواردنا وفرصنا.
ورأت أن بناء معايير ثقافية هي من صميم مهام المرأة التي يقع عليها عبء الدور الأكبر في قيادة التغيير في المجتمعات لمواجهة التحديات لذا فإن مجتمعاتنا بحاجة الى أن يتم تمكينها بالتوجهات الثقافية الصحيحة التي تقوم على احترام حقوق الانسان و مهامه تجاه الإنسانية.
وأوضحت أننا الآن وأكثر من أي وقت مضى بحاجة الى ثورة ثقافية على المستوى العالمي تقودها النساء وإعادة المرأة الى المقدمة لتطوير وبناء قيم التسامح واحترام التنوع ووعي المرأة بالعلم من حولها واستثمار جهود المرأة واستخدام التقدم التقني لوسائل الاتصال و التواصل الاجتماعي لتوحيد جهود النساء عبر العالم وتعظيم قواهن وتأثيرهن لا سيما أنه يوجد 3.7 مليار امرأة حول العالم وفرص استثمار قواهن عظيمة ان نحن استطعنا الوصول اليهن.
وخلصت معاليها إلى أهمية تعميم الاطار الحالي الذي يقيس قوة تأثير المرأة على المستوى الاقتصادي وكذلك قياس تأثيرهن على المستوى الثقافي وأن تأخذ النساء عبر العالم مواقع المسؤولية فهن يمثلن القوة الناعمة اللازمة للتغيير والتحول الثقافي والتاريخ يزخر بنماذج الرائدات من النساء اللواتي غيرن العالم.
من جانبها أكدت سعادة أمل الكوس أن دولة الإمارات استطاعت في خلال فترة زمنية قياسية توحيد الجهود محلياً لإحداث نقلة لافتة في حياة المرأة إذ كان للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وبدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الدور الأبرز في تعزيز المكتسبات وتمكين المرأة من أخذ دور مستحق لها في مسارات التنمية.
وقالت إن المرأة الاماراتية أثبتت قدرتها على الصدارة والتفوق وهو ما هيأها لحصد العديد من الإنجازات لتكون شريكاً حقيقياً للرجل وداعماً له مشيرة إلى أن جهود المرأة وامكاناتها وقدراتها لا حدود لها وشكلت دعامة مهمة وقوة مضاعفة في طريق تحقيق الفارق في تطور ونهضة مسيرة دولة الامارات مؤكدة في الوقت ذاته أن تمكين المرأة هو أساس بناء ونهضة وتطور المجتمعات.
وأشادت سعادتها بدور اليونسكو وما تسعى إليه من تحقيق أهداف عالمية من ناحية تمكين المرأة والعدل والمساواة بين الجنسين ونبذ العنف والتطرف ومكافحة الفقر والإرهاب وغيرها الكثير من الأهداف التي تتجسد في عمل اليونسكو ولجانها المختلفة مؤكدة أن المؤتمر شكل مناسبة مواتية لتحقيق التناغم المطلوب في دفع الجهود العالمية بما يسهم في المساواة بين الجنسين عبر جلسات عمل قيمة.
وبينت أن المؤتمر تضمن جلسات ومحاور عدة تخص تمكين المرأة والتنمية المستدامة والتغيير الثقافي لمفاهيم المساواة بين الجنسين والمرأة في قطاعات العمل وتحديات الوضع الراهن في مسائل المساواة بين الجنسين.
وذكرت أنه بناء على ما دار في المؤتمر من جلسات ومناقشات فقد خرج الحضور بعدة توصيات تهدف الى دعم توجهات اليونسكو وشركائها في تحديد أولويات العمل في مجالات تمكين وقيادة المرأة في مختلف دول العالم.
وأكدت سعادة أمل الكوس أن اللجنة الوطنية الاماراتية للتربية والثقافة والعلوم ستواصل التنسيق والتعاون مع اليونسكو وغيرها من المنظمات والجهات الداعمة للمرأة تكريساً لأفضل الأطر والممارسات التي تضمن تغيير واضح في النواحي المحيطة بالمرأة وتحسين صورتها وترسيخ دورها الفاعل في المجتمعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق