الثلاثاء، 10 مايو 2016

منتدى الاعلام العربي.. جلسة "الإنسانية في مواجهة الإرهاب".

  دبي في 10 مايو/ وام
 أفرد منتدى الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة التي افتتحت اليوم إحدى جلساته الرئيسية تحت عنوان "الإنسانية في مواجهة الإرهاب" لمناقشة المرحلة الاستثنائية التي يمر الاعلام العربي بها.
وأكد المتحدثون خلال الجلسة ضرورة توحيد الجهود الإعلامية لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في المرحلة الحالية مشددين على أهمية مواجهة الفكر الظلامي بخطاب مستنير معولين في ذلك على دور المنابر الإعلامية واضطلعها بمسؤولياتها تجاه ما تعانيه الساحة الإعلامية من تشتت.
وناقشت الجلسة عدة محاور أهمها وقف استغلال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام الجديد وأفضل السبل لتفعيل ذلك كما تناولت كيفية إعادة القيمة الإنسانية التي غابت عن إعلامنا العربي جراء ما يواجهه من تحديات سياسية وأمنية كما بحثت في ضرورة إيجاد الرؤية الواضحة التي تعيد ترتيب الأولويات والأسباب التي حادت بالإعلام عن دوره الرئيس كأداة تخدم الإنسانية.
تحدث في الجلسة التي أدارها الإعلامي بقناة العربية محمد الطميحي الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان وسلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" والكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان وهيثم الهيتي الباحث والمحلل السياسي.
وبدأت الجلسة بتعريف المتحدثين لمفهوم الإرهاب حيث ذكر سلمان الدوسري المفهوم المعتمد من قبل الأمم المتحدة وهو "أي عمل إجرامي بهدف سياسي" مشيرا إلى أن مفهوم الإرهاب وتعريفه مازال فضفاضا خاصة مع تضارب مصالح الدول وان تعريفه يأتي تبعا لحسابات وأجندات سياسية وهو ما أدى إلى تفشي خطر الإرهاب ليصبح ظاهرة عالمية وتطور من خلايا إلى جيوش عابرة للحدود.
وأوضح الدوسري أن الكثير من المجتمعات لا تشعر في الوقت الحالي بخطر الإرهاب كما هو الحال في كل الأزمات التي مر بها العالم من قبل لكن المجتمع الدولي سيشعر في المستقبل بأننا كنا نمر بـ "حرب عالمية ثالثة" وسيؤرخ لتلك المرحلة.. مؤكدا أن التعامل الإعلامي مع الإرهاب تخطى مجرد تغطية الخبر لأن الظاهرة تطورت بشكل كبير واصبحت تطال كل المجتمعات ولا أحد يمكن ان يجزم بأنه في منأى عن الخطر في أي مكان في العالم وهو ما يعكسه تغير النظرة للإرهاب بعد ان كان البعض يعتقد انه بعيد عن هذا عنه وشعر بوجوده وضرورة التصدي له.
وحول مساهمة الإعلام في التسويق للإرهاب وتصدر أخباره الصفحات الأولى للصحف لفت الدوسري إلى الفارق بين تغطية الحدث بمهنية وتجنب الإثارة من خلال نشر صور القتلى والجرحى وبين التوجه المتعمد لتعميم ما يحدث في احدى الدول على دول أخرى.. مشيرا إلى ضرورة مواجهة الآلة الإعلامية للتنظيمات الإرهابية وهي الجزئية التي قال بشأنها أيمن الظواهري إن نصف المعركة تدار على الساحة الإعلامية ما يستدعي توحيد الجهود والتوصل إلى استراتيجية اعلامية موحدة لمواجهة خطر الإرهاب.
من جانبها اكدت الكاتبة عائشة سلطان ان هناك دولا تخشى التعريف الصحيح للإرهاب مخافة ان تطالها اتهامات مباشرة لدعم الإرهاب وعرفت الإرهاب من وجهة نظرها بأنه حالة إجرامية من جماعات منظمة بهدف سياسي.
وقالت ان تركز العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط واتهام العالم للمنطقة على انها المصدر الأول للإرهاب يعود بالأساس إلى نشأة الإرهاب في المنطقة لكن ذلك بمساعدة أطراف خارجية عززت من تواجد العناصر الإرهابية وأسهمت في تمدد الظاهرة وانتشارها في العالم.
وحول تغير المجتمعات وانتشار الفكر المتطرف أكدت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان أن هناك حالة من التطرف أدت بالشباب إلى الانخراط في صفوف التنظيمات الإرهابية وتحديدا "داعش" حيث تعرض بعضهم لعمليات غسيل دماغ أدت إلى اعتناقهم الفكر الظلامي بينما عانى بعضهم من تربية خاطئة دفعت بهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي لاستقاء الفكر الهدام وتبني العنف..
لافتة إلى ضرورة مواجهة الفكر بالفكر من خلال مشروع إعلامي يجابه الإرهاب مستبعدة نجاعة غلق المواقع الإلكترونية او السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي كحل نهائي وحاسم للمشكلة.
أما الكاتب عبد الوهاب بدرخان فلفت إلى تستر الجماعات الإرهابية تحت غطاء الدين واساءتها إلى صورة الإسلام موضحا أن المنطقة تمر بمرحلة حرجة تخطت التحيز الغربي للانتهاكات الإسرائيلية لتدخل في نفق العراق وسوريا المظلم.
وأوضح بدرخان ان الإرهاب بدأ مع القاعدة في أفغانستان ..ليتطور الأمر إلى ما هو عليه اليوم في سوريا والعراق .
وأكد بدرخان أن التنظيم الإرهابي " داعش " تغلغل في المجتمع وأصبح من الصعب استئصاله من الرقة في سوريا والموصل في العراق لأنه مع كل قصف يصاب المئات من الأبرياء ما يصعب من المهمة العسكرية لدول التحالف الغربي.
وقلل بدرخان من خطوة مواجهة الإرهاب من خلال ميثاق إعلامي مشددا على ان التنظيمات الإرهابية يجب مواجهتها من خلال منظومة متكاملة يشارك فيها فئات ومؤسسات المجتمع من رجال دين وتربويين وأكاديميين وإعلاميين.
من جانبه أكد هيثم الهيتي أن الإرهاب أصبح يستخدم كدعاية ضد الإسلام والمسلمين في كل دول العالم مشيرا إلى ضرورة محاربة الفكر المتطرف الذي أنتج العديد من الجماعات المتطرفة في المنطقة وذكر الهيتي نتائج استطلاع للرأي قام به لصالح معهد "جالوب" الأمريكي في العام 2010 حيث أظهرت نتيجة الاستطلاع ان /80/ في المائة من سكان المناطق المحتلة حاليا من تنظيم داعش كانت تريد انتخاب سياسيين علمانيين وان /10/ في المائة فقط منهم كانوا مع الفكر المتطرف مشيرا إلى رغبة العراقيين حاليا في البعد عن الطائفية والعيش في سلام وامان في ظل دولة قانون قوية وآمنة.
كما أكد الباحث السياسي على أهمية المواجهة الشاملة للفكر المتطرف من خلال تعزيز الوعي الاجتماعي والديني والثقافي والسياسي وتوحيد الجهود من أجل القضاء على الفكر المتطرف الذي يستقطب المئات من الشباب المغرر بهم بشكل يومي.
ونوه الهيتي إلى ضرورة أن يتمتع الإعلام بالحيادية في تغطية قضايا الإرهاب وتحليه بالمهنية الكافية التي تبعده عن الطائفية وتعزيز الفرقة مؤكدا انجراف بعض وسائل الإعلام إلى هذا النسق ما يستوجب البحث عن إطار جامع يتم العمل من خلاله على مواجهة ظاهرة الإرهاب في عالمنا العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق